في رحاب مقر جهة تازةالحسيمة تاونات نظمت جمعية ريف القرن 21 صبيحة يوم الأحد 29 دجنبر 2013 حفلا تأبينيا لروح الراحل الأستاذ الحسين الإدريسي، بحضور رئيس المجلس الجهوي، والكاتب العام إدارة المجلس، وطلبة وأساتذة وأكاديميين وباحثين وحقوقيين وأصدقاء، الذين عرفوه عن قرب أو عبر كتاباته ومشاركاته العلمية مناضلا ومثقفا وباحثا و مفكرا تحت شعار "ستبقى خالدا في ذاكرتنا يا رجلا بكى لرحيله الوطن". بآيات بينات من الذكر الحكيم افتتح الحفل التأبيني، تلتها كلمة رئيس الجمعية المنظمة السيد ياسين الرحموني مشيدة بمناقب الفقيد ومواقفه النضالية والفكرية وأخر مشاركته في فعاليات الدورة الثانية للجامعة الصيفية التي احتضنها مقر الجهة وبدعم منها، والتي اختتمها الراحل بانطباع ممزوج بألم وأمل كما جاء على لسانه آنذاك، الم الوداع باختتام أجواء البحث والتحصيل العلميين، وأمل يحذوه إلى السنة المقبلة بدورة ثالثة وبموضوع آخر. قال الدكتور محمد بودرا في شهادته المفعمة بالتأثر ووقع الفراق، إن الفقيد الذي نذر حياته رغم قصرها للبحث، أبان عن نضج فكري وكفاءة معرفية وروح إبداعية قل نظيرها، وأضاف بالقول نفتقد إلى أحد المدافعين الأقوياء عن الهوية المغربية الأصيلة في أبعادها الدينية والثقافية والسياسية، التواقة إلى التطور والتفاعل مع الحداثة والديمقراطية، حيث كان قيد حياته نموذجا للمثقف الملتزم الذي يحمل هما وقضية، ولا يخاف لومة لائم في الجهر بمواقفه بجرأة وشجاعة. وتوقف مليا عند إرثه الفكري من إصدارات ومقالات ودراسات، ومشاركاته في ندوات وملتقيات وأيام دراسية ودورات تكوينية، وفي النقاش الذي رافق مشروع الجهوية المتقدمة. كما توقف الدكتور محمد بودرا عند بعض مشاركات الراحل المميزة التي بصمت العديد من الملتقيات كالندوة الدولية حول "التراث الثقافي للريف: أية تحافة ؟" التي أقرت مشروع متحف الريف، ومشاركته هو وثلة من الباحثين في اللقاء الثقافي الذي نظمه مجلس الجهة حول الريف : حضارة ، ثقافة وتاريخ " والذي قدم خلالها المرحوم قراءة نقدية لتقرير اللجنة الاستشارية حول الجهوية المتقدمة، مستندا لما أسماه بالمواطنة الدستورية في إطار وعي يقر ويطالب بالريف كجهة ضمن مقاربة تنموية وحدوية وطنية دستورية وتاريخية تقر بوجود هذه الجهة ضمن الدولة المغربية بعيدا عن كل نزعة انفصالية، فجاء على لسان المرحوم " لا يمكن أن نقبل بمغرب بدون ريف أو ريف بدون مغرب ". في سياق استحضار روح الفقيد ومسار حياته وفكره، ووفاء لروح العطاء استمرت الشهادات والكلمات بحجم الحضور، فكانت شهادة أستاذه ورفيق رحلته العلمية الجامعية السيد الدكتور مصطفى الغادري الذي اكد على نبوغه وشغفه بالبحث العلمي والمعرفة منذ أن عرفه وتعرف اليه في الجامعة، نفس الشيء عبر عنه الأستاذ عبد الرحمان الطيبي الذي تربطه بالمرحوم علاقة صداقة وأخوة عميقة ، وأعمال مشتركة ستخرج عما قريب الى حيز الوجود لم يكتب له القضاء والقدر أن يشاهدها. كما تحدث الدكتور رشيد اليحياوي صديق طفولة الراحل وزميل مشواره الدراسي عن مناقبه الحسنة فاستحضر ذكرياته وتألم لفراقه. فتذكره الأستاذ السيد محمد الشامي في مواقفه، في أفكاره، في كتاباته في سلوكه، وحين تذكره في لقاء أخير جمعه به. حبست الدموع أنفاسه من شدة وقع التأثر وحرقة الفراق وتذكر كذلك مشاركاته الجريئة الأستاذ والباحث السيد محمد لمرابطي وأكد انه كان ذاكرة تنبع حيوية ونشاط. وفي شهادة أرسلها أحمد عصيد الباحث في الشأن الثقافي الامازيغي باسم المرصد المغربي للحقوق والحريات وقرأها الدكتور مصطفى الغديري، حيث أكد على نجاح كتاباته في التاطير والتوعية بخطر استهداف الهوية المغربية في أبعادها وتجلياتها المختلفة. وتضمنت المناسبة كذلك كلمة لعائلة المرحوم التي قرأتها الأستاذة نعيمة اليوسفي والتي شكرت من خلالها على كل من شاركها حزن واسى فراق ولدها الحسين الإدريسي الذي نذر حياته للمعرفة وحب البحث العلمي وعشقه للريف وأهله وتاريخه الذي لا يفارق لسانه أينما حل، وارتحل الى جانب شهادات طلبته وحقوقيين وفاعلين جمعويين أكدت على سلاسة افكاره ووضوحها . بعدئذ كان الحضور مع موعد عرض شريط بالصوت والصورة أنجزته الجمعية المنظمة، يوثق لمشاركات الأستاذ الحسين الإدريسي وحضوره بالحسيمة، كما تم تسليم لعائلة المرحوم بورتريه خاص عن الفقيد منحوت بريشة فنان تشكيلي تشرف بتقديمها الدكتور محمد بودرا ليختتم الحفل التأبيني بقراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة.