أصدرت جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية اخيرا كتابا بعنوان "المرحوم عبد الوهاب بنمنصور حياته في خدمة العرش العلوي المجيد" أعده الأستاذ عمر المراكشي. ويتضمن هذا المؤلف المداخلات التي ألقيت خلال الحفل التأبيني الذي أقامته الجمعية يوم 19 فبراير 2009 للمرحوم عبد الوهاب بنمنصور، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويشتمل الكتاب على (207 صفحة)، والذي صدر تقديرا واعترافا بالخدمات التي قدمها الفقيد لوطنه، إضافة إلى صورة لرسالة التعزية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة المرحوم عبد الوهاب بنمنصور، وكلمة جمعية فاس سايس التي ألقاها رئيسها السيد محمد القباج، وشهادة الدكتور عباس الجراري تحت عنوان "عبد الوهاب بنمنصور المؤرخ الأديب". كما تضمن الكتاب على الخصوص كلمات "في رفقة الأستاذ عبد الوهاب بنمنصور رحمه الله" للدكتور عبد اللطيف بربيش، و"الأستاذ عبد الوهاب بنمنصور كما عرفته" للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، و"بعض مناقب المرحوم عبد الوهاب بنمنصور" للأستاذ عمر أفا، و"مناجاة" لربيعة بنمنصور، وكذا نبذة عن حياة الراحل عبد الوهاب بنمنصور. ولم يفت جمعية فاس سايس أن تدرج ضمن هذا الكتاب نماذج من شهادات للراحل في حق جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشارت الجمعية إلى أن ذلك جاء نظرا للظروف التي تسنت للراحل أن يكتب عنهم مقالات كانت بمثابة اللحظة التي يحقق فيها الانسان المسافة الفاصلة بين إدراكه وقدرته على التعبير عن هذا الإدراك المشدود إلى المراحل التاريخية التي رافقت الملوك العلويين وطبيعة مسيرتهم. واعتبرت الجمعية أن المرحوم عبد الوهاب بنمنصور يعد سجلا حيا لمرحلة أساسية في تاريخ المغرب الحديث، الذي واصل طيلة حياته عطاءاته العلمية كباحث مقتدر ومؤرخ متمكن. وأوضحت في شهادتها أن مسيرة الراحل الأدبية والتاريخية محطات متواصلة في تحصيل العلم وتدقيق وتحقيق نفائس المخطوطات ونوادرها، وإخراجها من رفوف المكتبات لتمكين الباحثين والمهتمين من الاستفادة منها مطبوعة ومحققة كإسهامات واضحة في تقوية النهضة الثقافية بالمغرب. وأبرزت أن المرحوم كان وفيا لكل ما عهد إليه من مهام كعالم معتز بمقومات الشخصية العالمة التي لا تتسامح أو تتساهل في اشتغالها اللغوي، ومؤرخا مدققا في أمهات كتب التاريخ، ووطنيا وطنية صادقة جعلته حريصا على الوفاء بالعهد إلى أن لبى داعي ربه.