جرت بعد عصر يوم الخميس 13 نونبر 2008 بمقبرة الشهداء بالرباط، بحضور الأمير مولاي رشيد، مراسيم تشييع جثمان الراحل عبد الوهاب بنمنصور مؤرخ المملكة، الذي وافته المنية يوم الأربعاء 12 نونبر 2008 بمدينة الرباط عن عمر يناهز 88 عاما. وعقب صلاتي العصر والجنازة، ووري جثمان الراحل الثرى بحضور أفراد أسرته، ومستشاري جلالة الملك والحاجب الملكي وأعضاء من الحكومة ووزراء سابقين وبعض زعماء الأحزاب السياسية ووالي جهة الرباط-سلا-زمور-زعير، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. نبذة عن الراحل عبد الوهاب بنمنصور ولد السيد عبد الوهاب بنمنصور في17 نونبر سنة1920 بمدينة فاس، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي والعالي. وقد شارك الفقيد في الحركة الوطنية, قبل أن يغادر المغرب ليناضل إلى جانب الحركات الوطنية لشمال إفريقيا من أجل تحرير المغرب العربي وتشييد وحدته. وبعد عودته إلى المغرب عين الراحل، الذي عمل أستاذا للتعليم الثانوي بالرباطوسلا، نائبا لمدير الإذاعة الوطنية سنة1957 ورئيسا للقسم السياسي بالديوان الملكي في شتنبر1957 . وفي سنة1963 عينه الملك الحسن الثاني مؤرخا للمملكة ورئيسا للديوان الملكي، ثم مديرا للشؤون السياسية بوزارة الداخلية، ومديرا عاما للإذاعة والتلفزة سنة1965 . وفي يناير1967 ، تم تعيين الراحل بنمنصور محافظا لضريح محمد الخامس لتضاف إليه سنة1975 مسؤولية مدير الوثائق الملكية. وقد حاز الراحل عبد الوهاب بنمنصور، الذي يعتبر عضوا مؤسسا لأكاديمية المملكة، على جائزة المغرب مرتين عن كتابيه قبائل المغرب و الحسن الثاني ، كما حصل سنة 1989 على جائزة الاستحقاق الكبرى. ومن مؤلفات الراحل البدائع و تعقيبات حول السياسة الاستعمارية بشمال إفريقيا و الحسن الثاني .. حياته, جهاده ومنجزاته و كشاف الأسر المغربية و حفريات صحراوية و أعلام المغرب العربي , كما قام بتحقيق العديد من الكتب والمصنفات والمتون التراثية من بينها أخبار المهدي بن تومرت و المقتبس من كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب لأبي بكر الصنهاجي و الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام وهو في عشرة أجزاء من تأليف العباس بن إبراهيم السملاي، كما أشرف الراحل منذ سنة1956 على إصدار حوليات انبعاث أمة التي بلغ عدد ما صدر منها لحد الآن53 سفرا كبيرا. ويحمل الراحل عبد الوهاب بنمنصور, الذي شارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية, عدة أوسمة وطنية وأجنبية من بينها وسام العرش من درجة قائد ووسام أكاديمية المملكة المغربية ووسام الملكة فيكتوريا البريطاني ووسام الاستقلال الأردني ووسام الاستحقاق السينغالي ووسام الاستحقاق المصري, إضافة إلى أوسمة من مجامع علمية ومنظمات ثقافية عربية وأجنبية. ***