عاش المغرب قبل سنوات فترات متعاقبة وطويلة من الجفاف كان يشتكي منها المواطنون بسبب آثارها السلبية ولم يكن لهم من سبيل حينها سوى صلاة الاستسقاء طلبا للغوث الذي يطفئ لهيب الشمس الحارقة. خلال هذه السنة شهد المغرب تساقطات غزيرة، وكأنها أمطار سنوات الجفاف جاءت دفعة واحدة، لتصطدم ببنية تحتية ضعيفة غير قادرة على احتمال عوامل التعرية البسيطة. لقد أبانت التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة بن الطيب في الآونة الأخيرة عن هشاشة البنية التحتية وانعدامها خصوصا أنها لم تعرف أي تغيير، حيث ازدادت معانات الساكنة مع التساقطات التي تعرفها المنطقة وذلك بتردي كل المسالك المتواجدة بالمدينة الحضرية. وأدت الأمطار إلى إغراق معظم شوارع مدينة بن الطيب في برك غامرة من المياه في ظل افتقار الشوارع إلى مسالك الصرف وهشاشة "البلوعات" العاجزة عن امتصاص كميات الماء التي تشكل بركا على مستوى الشوارع والطرقات، لتكشف واقع البنية التحتية الهشة وتعيد السيناريو الروتيني الذي يعيشه السكان مع حلول فصل كل شتاء ومعاناتهم في التنقل الى أشغالهم اليومية، ناهيك عما يسببه تراكم المياه في الشوارع الرئيسية من عرقلة كبيرة في حركة المرور. مشاكل عدة تخلقها تساقطات امطار الخير في ظل عدم توفر مدينة بن الطيب على بنية تحتية تصمد لمثل هذه الحالات، تضع ألف علامة استفهام حول دور السلطة المحلية والمسؤولين في تدبير الشأن العام الذين يتركون المواطنين ضحية في قبضة أي اضطراب جوّي تعيشها المدينة. وقد استقى مراسل الموقع مجموعة من الآراء والتساؤلات التي يطرحها المواطنون في جولة له بالمدينة، بحيث توفرت له مجموعة من المعلومات المهمة في شأن البنيات التحتية بمدينة بن الطيب بالخصوص، التي تفيد بأن المدينة لا تتوفر على أدنى مواصفات البنية التحتية لحمايتها من الفيضانات، ولا على انعدام شبكة تصريف المياه، مما يجعل الساكنة عرضة لمجموعة من الخسائر الجسيمة في كل فصل شتاء من كل سنة. ومن هنا يدعو الجميع السيد عامل إقليم الدريوش بزيارة هذه المدينة المهمشة للتأكد من هذا الأمر والوقوف عن قرب لملامسة الواقع المر الذي يعيشة سكان مدينة بن الطيب منذ سنوات.