كشفت الأمطار الأخيرة هشاشة البنيات التحتية في مدن وبلدات الجهة الشرقية، وكذا الطرقات والقناطر المتهالكة والمتآكلة، التي تربط الدواوير والقرى النائية بالعالم الخارجي. فكلما هطلت الأمطار وتجاوزت بقليل بعض المقاييس تتسبب في فيضانات بعض الأودية الجافة وتجرف القناطر وتحاصر ساكنة البوادي وتضعها في خانة المناطق المعزولة والمنكوبة. ظلت دواوير جماعة مشرع حمادي بدائرة العيونالشرقية معزولة نتيجة الأمطار الأخيرة، التي حولت مناطق الجهة الشرقية إلى مناطق منكوبة بفعل فيضان وادي بورديم، وارتفاع منسوب مياهه لأكثر من متر فوق القنطرة الوحيدة على الطريق المؤدية إلى بلدة سوق الأحدبإقليمبركان، والتي تحولت إلى ركام من الأتربة والحجارة . وعبر سكان دوار أولاد مرزوق بجماعة مشرع حمادي عن استيائهم من تملص السلطات المحلية من وعودها بفك العزلة عنهم، لتتعمق معاناتهم ويترسخ التهميش والإقصاء، مع العلم أن هذا الطريق يعتبر الوحيد الذي يربط الدوار بمدينة العيونالشرقية أو ببلدة سوق الأحد (إقليمبركان) والذي يوجد في حالة سيئة جدا وتحول إلى مسلك تؤثثه الحفر والخنادق والأحجار. ناشد هؤلاء السكان السلطات المحلية والإقليمية بالعمل على إصلاح هذا الطريق أو إنجاز طريق آخر، وتوفير وسائل النقل والمواصلات لتسهيل التنقل إلى أماكن العمل والتحاق الأطفال المتمدرسين بمؤسساتهم التربوية في ظروف حسنة. ووجه سكان دوار الزركة بجماعة سيدي يحيى الواقع على حدود المحيط الحضري لمدينة وجدة نداء الاستغاثة بعد سقوط 10 منازل على رؤوسهم، عبر وقفة احتجاجية، صباح الثلاثاء المنصرم، أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة انجاد، رددوا خلالها شعارات بسيطة تطالب بالتدخل العاجل لنجدتهم وإنقاذهم من موت محقق. والتمس سكان دوار الزركة القاطنون تحت أكواخ وبيوت من طوب تشبعت بمياه الأمطار وتداعت هياكلها ثم انهارت جدرانها ووقعت سقوفها وشردت ساكنتها من الأسر الفقيرة وبات أفرادها، ليلة كاملة، في العراء ملفوفين في أغطية من البلاستيك وأخرى من الأثواب المبللة، (التمسوا) يد المساعدة بمنحهم خياما وأغطية تقيهم الأمطار وتحميهم من البرد، والتعجيل بتسليمهم البقع الأرضية التي وعدتهم بها السلطات المحلية في إطار برنامج إعادة هيكلة الأحياء والقضاء على مدن الصفيح والبناء العشوائي. وغرقت منطقة عين بني مطهر بإقليمجرادة في بحر من المياه نتيجة 48 ساعة متواصلة من الأمطار، تسببت في انهيار عدد من البيوت السكنية المتواضعة يحتمي فيها فقراء عين بني مطهر، ومنها ما غمرتها المياه وأخرى تسربت إليها من الأسقف. وحسب بعض المصادر من عين المكان، قامت السلطة المحلية بمعاينة منازل المتضررين بأحياء المحطة لكرابة وبدر وأولاد حمادي وأولاد الغازي والزياني. ووجهت الساكنة المتضررة رسالة/شكاية إلى كلّ من وزير الداخلية وعامل إقليمجرادة وباشا المدينة تلتمس تقديم مساعدات لهم وتمكينهم من مواد ووسائل لإصلاح منازلهم. وعاشت بعض مناطق إقليمالناظور ومدنه ساعات عصيبة إثر التساقطات المطرية الأخيرة، عانت خلالها ساكنة قرية أركمان بإقليمالناظور من أوضاع كارثية بعد أن كشفت الأمطار الأخيرة هشاشة وضيق قنوات الصرف الصحي. وتحولت شوارع مدينة العروي، إلى برك مائية تسببت في عرقلة حركة السير، وهي نفس المشاكل التي تواجهها شوارع المدينة في كل فصل شتاء من كلّ سنة. ونفس الوضعية آلت إليها شوارع مدينة ابن الطيب وعرت الأمطار هشاشة البنية التحتية الحديثة لبعض الأحياء والمناطق التابعة لها، وتشكلت برك مائية نتيجة انسداد قنوات الصرف الصحي وعجز بالوعاته عن امتصاص مياه الأمطار.