اعتاد الشعب الامازيغي منذ القدم الاحتفال بافتتاح السنة الامازيغية " اسكاس اماينو" داخل اجواء عائلية. الا انه في السنوات الاخيرة يتم الاحتفا ل بهذه المناسبة بشكل مكثف من طرف تنظيمات جمعوية ثقافية و حقوقية و نقابية في دول شمال افريقيا و في المهجر ايضا. لكن ما ميز احتفالات هذه السنة هو كثرة الانتقادات اللاذعة الموجهة للاطارات المنظمة لهذه الاحتفالات و للمشاركين فيها. تحت ذريعة انها تزامنت مع الحرب الاسرائيلية الفلسطينية. و طبعا لنكون موضوعيين يجب الوقوف عند هذه الانتقادات التي بلغت في كثير من الاحيان حد الشتم و القذف بتهم اعتقد انها مجانبة للصواب من قبيل ان الامازيغ بتخليدهم لملا حمهم التاريخية في هذا الوقت. فان القضية الفلسطينية لا تعنيهم. و يكفي ايضا الاطلاع في شبكة الانترنيت على بعض المواقع التي دابت على تغطية انشطة و نظالات ايمازيغن لنقف على حجم الهجوم على احتفالات 2959 في التعليقات على المواضيع. ان النقد له اسسه ايضا فلو كلفنا انفسنا قليلا للاطلاع على محتوى هذه الانشطة نجد ان جل الجمعيات التي خلد ت هذا الاحتفال تطرقت في كلمتها الافتتاحية او الختامية الى التظامن مع الشعب الفلسطيني في محنته و التنديد بمجازر القادة و الجيش الصهيوني في حق شعب اعزل اختار التحرير كخيار مبدئي. و كذالك دعوة هذه الجمعيات الحضور و المدعويين الى المشاركة بشكل كثيف في المضاهرات التي نظمت في هذا السياق. و قبل ان نطلق التهم في كل صوب يجب التأكد من موقف ايمازيغن او الحركة الامازيغية من القضية الفلسطينية. و طبعا موقف التنظيمات الامازيغية لا يمكن ان نستشفها الا من خلال وثائقها الرسمية التي تتجلى في قوانينها الاساسية و بياناتها و منشوراتها.....الخ. ان الانتقادات بهذا الشكل تؤدي بنا للسؤال التالي: ما موقع سكان شمال افريقيا من القضية الفلسطينية ؟ ثبت انه تعددت سبل تبني هذه القضية من طرف التنظيمات الحزبية و السياسية في شمال افريقيا. كل حسب مرجعيته الفكرية و الايديولوجية فمن اعتبارها قضية وطنية من طرف بعض الحركات و الاحزاب اليسارية الى اعتبارها قضية عربية من طرف دعاة القومية العربية و منظرو اسطورة العالم العربي من المحيط الى الخليج. الى تبنيها كقضية اسلامية من طرف الحركات ذات المرجعية الدينية . قبل ان نتبنى هذه القضية كل حسب هواه و انسجاما مع ايديولوجيته المغلقة. اليس حري بنا ان نفكر في الشعب الفلسطيني اولا اين مصلحته من كل هذا. هل مصلحته تخندق قضيته باعتبارها قضية العرب و المسلمين وحدهم ام انفتاحها على العالم و اعتبارها قضية لكل شعوب العالم بمختلف قومياتهم و دياناتهم و القاراة التي ينتمون اليها. خاصة بعدما ثبت و بالملموس ان الانضمة و الحكومات العربية و الاسلامية لا حول و لا قوة لها في حل النزاعات الدولية. فلا القمم المستعجلة و لا اللقاءات الماراطونية و لا المفاوضات الديبلوماسية استطاعت ان توقف الابادة الصهيونية للشعب الفلسطيني. و لا داعي للتذكير مرة اخرى ان الانظمة العربية و الاسلامية كل ما تجيد فعله و بجدارة هو قمع شعوبها. اذن فبعد الحرب الاخيرة على فلسطين ثبت بوضوح ان الشعب الفلسطيني له خياران׃ 1- خيار الاعتماد على النفس و شق طريق التحريراذا تعادلت موازين القوى بينه و بين الدولة الاسرائيلية و هذا مستبعد في الوقت الحاضر. 2- خيار طرح القضية كقضية انسانية نحو كل شعوب العالم و الدول الاوروبية بصفة خاصة. و الالتجاء الى القانون الدولي في شخص المنظمات و المحاكم الدولية و الاعتماد بشكل اساسي على كسب تعاطف الشعوب و القوى السياسية في الدول الكبرى المؤثرة في القرارات الدولية بغض النظر عن قوميتها او دينها. و نحن الشعب الامازيغي يجب ان نتبنى و ندافع على القضية الفلسطينية بهذا الشكل الحضاري الانساني لانه في مصلحة الفلسطينيين اولا و اخيرا. غير ان القضية الفلسطينية رغم حجمها و مشروعيتها لا يلزم ان تكون القضية الاولى و لا المحورية لشعوب شمال افريقيا كما لا يلزم ان تغطي على معاناة الشعوب الاخرى و صراعها من اجل البقاء نموذج جنوب السودانֽ الاكرادֽ الطوارق. و في الاخير اود الاشارة الى ان الصراع او العداء الذي يدعيه البعض بين الشعب الامازيغي و الشعب الفلسطيني لا وجود له الا في مخيلتهم. عبد السميع المرابط رئيس جمعية ثامازغا مدريد