يتولى العربي سلامة مهمة القنصل الفخري لهولندا بالمغرب، ويشرف على القنصلية الفخرية بالناظور، التي تُعنى بتقديم خدمات للجالية المغربية المقيمة بهولندا، إضافة إلى المواطنين الهولنديين المتواجدين أو العابرين عبر شمال وشرق المملكة. عرفت القنصلية خلال السنوات الأخيرة تطويرًا لافتًا من حيث البنية والتجهيزات، مما ساهم في تحسين جودة الخدمات وتيسير الولوج إليها. نشاط خيري وتنموي موجّه للفئات الهشة يرأس سلامة مؤسسة سلامة للتنمية المستدامة والأعمال الخيرية، وهي مؤسسة مدنية تشتغل في مجال الدعم الاجتماعي عبر تقديم تجهيزات طبية ومساعدات متنوعة، موجهة خاصة للمناطق التي تعاني من الهشاشة. تركز هذه المبادرات على الفئات المعوزة في الأوساط القروية وشبه الحضرية، وتندرج ضمن مجهودات أوسع لتعزيز التضامن الاجتماعي ودعم الحماية الصحية. استثمار عائلي بنَفَس اجتماعي إلى جانب نشاطه القنصلي والخيري، يشرف العربي سلامة بمعية شقيقه عبد القادر سلامة على مجموعة استثمارية عائلية تشتغل في قطاعات اقتصادية محلية. من أبرز مشاريعها شركة "زكامين" لتنقية القمرون، التي أُنشئت لتوفير بدائل مهنية للنساء المتضررات من توقف نشاط التهريب المعيشي، عبر إدماجهن في وحدات إنتاج قانونية تحترم معايير الشغل الكريم. علاقات ثنائية في اتجاهين: من الريف إلى هولندا زيارة السفير الهولندي إلى مقر القنصلية بالناظور شكّلت محطة بارزة في مسار التعاون المغربي الهولندي، خاصة في ما يتعلق بالجالية المغربية المنحدرة من أقاليم الريف، التي تشكل جسرًا بشريًا وثقافيًا بين البلدين. الزيارة تناولت سبل دعم الشراكة في مجالات اقتصادية واجتماعية، مع اهتمام خاص بتقوية الروابط بين مؤسسات الجانبين على المستوى المحلي. دعم رسمي للدبلوماسية الموازية في أكثر من مناسبة، أكدت وزارة الشؤون الخارجية على الدور المتزايد الذي تلعبه القنصليات الفخرية في دعم الدبلوماسية الرسمية، خصوصًا في ما يتعلق بخدمة المواطنين بالخارج، وتحسين جودة القرب الإداري. النموذج الذي تمثله القنصلية الفخرية بالناظور، تحت إشراف العربي سلامة، يدخل في هذا الإطار كمثال على تفاعل التمثيليات الفخرية مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية محليًا ودوليًا. تقاطع الأدوار بين الداخل والخارج يُلاحظ أن أنشطة العربي سلامة تجمع بين العمل القنصلي، المبادرات الاجتماعية، والحضور الاقتصادي، في سياق يتطلب أشكالاً متعددة من الوساطة بين الدولة والمجتمع، وبين المغرب ودول الاستقبال. هذا التقاطع بين الأدوار يعكس تحولًا في وظيفة الفاعلين المحليين، لا سيما في المناطق التي تعرف ارتباطًا وثيقًا بالجاليات في الخارج