وسط أجواء بهيجة وحضور وازن، احتفلت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة بروكسل بالذكرى ال49 للمسيرة الخضراء المظفرة، التي يحتفل بها الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة، بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، وفي أجواء من الحماس الفياض والتعبئة المستمرة واليقظة الموصولة حول القضية الوطنية الأولى، هذه الملحمة الساطعة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة. بهاته المناسبة السعيدة احتضن مقر القنصلية العامة معرضا للصور التاريخية التي تحمل مجموعة من الدلالات الرمزية والأحداث التي تؤرخ لهاته الحقبة التاريخية المهمة . الحفل تم افتتاحه بالاستماع للنشيد الوطني، بعدها تناول الكلمة السيد حسن توري القنصل العام للمملكة المغربية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الذي ألقى كلمة قيمة بهاته المناسبة، رحب في مستهلها بالحاضرين، مقدماً للجميع تشكراته الحارة، مبلغاً إعتذار السيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا والدوقية الكبرى اللوكسمبورغ عن الحضور في أخر لحظة، بسبب التزامات مهمة طارئة. السيد القنصل العام قام بتسليط الأضواء على المشاريع الضخمة التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية بالصحراء المغربية من أجل الرفع من الدينامية الاقتصادية بالمنطقة وجعلها قطبا صناعيا ضخما، بفضل مشاريع كبيرة، من أبرزها مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، ومشروع الطريق السيار الذي يربط بين تزنيتوالداخلة، ومشاريع أخرى كبيرة. السيد القنصل العام تطرق إلى المكاسب النوعية التي تحققت في ملف الصحراء المغربية، بفضل الدبلوماسية الاستباقية والجبهة الداخلية الموحدة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والدعم المتزايد من قبل المجتمع الدولي لمغربية الصحراء، مشيرا في هذا الصدد إلى أن 114 دولة، منها عشرون تنتمي للقارة الأمريكية، بما فيها الولاياتالمتحدة الاميركية، إلى جانب ثلاثة أرباع البلدان الإفريقية، ودول أوروبية أخرى كبرى تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تعتبر الحل الوحيد لهذا النزاع المفتعل. السيد القنصل العام تطرق لبعض الرسائل المهمة التي جاء بها الخطاب الملكي السامي الأخير، الذي أشاد بوطنية المغاربة المقيمين بالخارج والتزامهم القوي بالدفاع عن الثوابت والمقدسات الوطنية ودورهم الكبير في المساهمة في مسيرة البناء والتشييد والتنمية التي تشهدها المملكة المغربية. السيد القنصل العام عبر عن اعتزازه وفخره بما تقوم به الجالية المغربية في جميع بقاع المعمور بصفة عامة، وبلجيكا والعاصمة بروكسل بصفة خاصة، مشيدا بالقرار الملكي الحكيم باعتماد الإطار القانوني لمجلس الجالية المغربية بالخارج وإحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، منوها بردود الأفعال الايجابية التي عبرت عنها كل مكونات الجالية المغربية بعد هذا الخطاب التاريخي. السيد القنصل العام نوه بالرسامين المغاربة والبلجيكيين السادة، شوري محمد، فلامون موريس، نوار عبد القادر، هيبان عبد القادر، أزماني مطار زينب، بغدالي حنان، عتيق عبد الفتاح، الذين قاموا بتوحيد جهودهم لاخراج هذا المعرض التاريخي في هاته الحلة الجميلة، التي ترجمت مرة أخرى عن الدعم المتزايد الذي تعبر عنه بلجيكا بخصوص ملف الصحراء المغربية. العرس البهيج أختتم بحفل شاي أقيم على شرف الضيوف.