بمناسبة حلول الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية، اِستذكر المعارضان الجزائريان المعروفان، الكاتب والحقوقي أنور مالك، والإعلامي هشام عبود، الدعم الكبير الذي قدمه المغرب لقوات جبهة التحرير الوطني الجزائرية خلال حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي، بحيث أشادا بدعم المغرب للجزائر من خلال توفير الأموال والأسلحة، وتقديمه كافة أشكال الدعم المختلفة لصالح المقاومة الجزائرية. وأشار أنور مالك، إلى أن المغرب شكّل قاعدة خلفية للثوار الجزائريين، حيث أقام معسكرات تدريب للمجندين في عدة مناطق بالمغرب، سيما في بلدة بني انصار بالناظور، حيث تحوّل منزل الشهيد الخضير الحموتي قبلةً لقادة وزعماء الثورة الجزائرية، باعتباره كان مقرا لإيواء الثوار ومستودعا للأسلحة ومدرسةً للتدريب العسكري، ومركزا لهندسة الخطط السرية التي أنارت للثورة دربها ورسمت معالم طريقها. من جانبه، جدّد الصحفي البارز هشام عبود، تذكيره بالدور الكبير للشهيد الحموتي، الذي ما يلبث يدعو إلى تلقيبه ب"شيغيفارا شمال إفريقيا"، في تمويل وتسليح جيش التحرير الجزائري بعد استقلال المغرب، وإنخراطه في الذود دفاعا عن استقلال الجزائر بالغالي والنفيس، بعد إسهامه في تحرير المملكة. وأضاف عبود، أن المغاربة لم يقتصروا على مجرد المساهمة في ثورة الجزائر، بل كانوا جزءًا فعليًا منها، حيث ضحوا بدمائهم في سبيل تحرير الجزائر واستقلالها، رافضاً تقزيم دور المغرب بوصفه "مساهمًا" فقط في الثورة، مشددًا على ضرورة الاعتراف بمشاركة المغرب الكاملة في تحرير الجزائر، وليس مجرد دعمه للثورة فحسب. حري ذكره أن الشهيد المغربي محمد الحموتي، اختفى في ظروف غامضة، بعد توجهه صوب الجزائر سنة 1964، في محاولة منه لرأب الصدع والصلح مع الجيران، دون أن يعلم أنها رحلته الأخيرة، بحيث لم يظهر له أثر، ولم يتم الكشف عن مصيره إلى الحين.