تعرف أسعار النقل الجوي خلال هذه الفترة من السنة بالنسبة لمغاربة العالم ارتفاعا كبيراً بسبب عدة عوامل، منها تزايد الطلب على السفر، زيادة أسعار الوقود العالمية، حيث إن تحديد سعر التذكرة مرتبط بأسعار الوقود على النطاق العالمي، الضرائب التي تكون ضمن سعر التذكرة مثل ضريبة المطارات التي تختلف بحسب الوجهة وكذلك ضريبة الوقود، اختلاف مستوى الطلب بين فصل الصيف والشتاء، إذ إن هذا الأخير يعرف انخفاضاً كبيراً على مستوى الطلب. ما لا أستوعبه جيدا لحدود الساعة هو أننا عندما نتكلم على غلاء الأسعار في النقل الجوي، دائما نتوجه بسهام النقد لشركة الخطوط الملكية المغربية، متناسين الجشع الكبير الذي تتميز به شركات النقل الجوي الأخرى التي تتظاهر بتسويقها لتذاكر منخفضة التكلفة، وتستفيد من دعم مادي كبير يوفره لها المكتب الوطني المغربي للسياحة، لكن عندما تكون في المطار تصطدم بعراقيل مصطنعة كثيرة، تجعل المسافر في الاخير يحس بفرق كبير بين الثمن الأصلي الذي قام بادائه سابقا، وما هو بصدد أدائه عندما يكون مقبلا على التسجيل بالمطار، حتى عندما يحصل مشكل ما لا يجد المسافر أي مخاطب إلا البريد الإلكتروني، حينها عليك التسلح بصبر سيدنا أيوب عليه السلام، عكس شركة الخطوط الملكية المغربية التي دائما نجد مسؤوليها بجميع المطارات يستقبلون المسافرين برحابة وسعة صدر، ومكاتبها متواجدة بمجموعة من الدول خصوصاً منها الاوروبية، ووسائل التواصل الأخرى متاحة للجميع لتقديم الشكايات والاستفسارات. شركة الخطوط الملكية المغربية، تقوم مشكورة كذلك بتأجير طائرات من أجل الاستجابة للطلبات المتزايدة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين يقومون بزيارة وطنهم الأم المملكة المغربية خلال فترة الصيف لاحياء صلة الرحم والعودة إلى حضن الوطن، ويكونون على علم ودراية مسبقة بإسم شركة الطيران التي سيسافرون على متنها والتي تكون مكتوبة في تذكرة السفر، عكس ما يحاول ترويجه بعض هواة الاصطياد في المياه العكرة، الذين تكون لهم أهداف أخرى!!! الجالية المغربية المقيمة في الخارج تستحضر بكل فخر واعتزاز بلاغ الديوان الملكي التاريخي الصادر يوم الأحد 13 يونيو 2021، الذي أعطى فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تعليماته السامية لكافة المتدخلين في مجال النقل، للعمل على تسهيل عودة الجالية إلى المغرب بأثمنة مناسبة، واعتماد أسعار معقولة تكون في متناول الجميع، وتوفير العدد الكافي من الرحلات، هذا البلاغ الذي انتصر لروابط صلة الرحم بالأهل والوطن وانتصر لاستمرار الارتباط بالوطن الأم، وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية الشركة الوحيدة التي تفاعلت مع هذا البلاغ التاريخي، ووضعت أثمانا جد مناسبة في متناول الجميع، 97 أورو ذهاباً وإياباً للأسرة المتكونة من أربعة أفراد أو أكثر، 120 أورو ذهاباً وإياباً للأسرة المتكونة من ثلاثة أفراد، 150 أورو ذهابًا وإياباً للمسافرين الفرادى أو بصحبة شخص أخر. هاته المبادرة التاريخية استغلها مع الأسف الشديد حينها بعض أصحاب وكالات الأسفار منعدمي الضمير الذين قاموا بإعادة بيع هاته التذاكر بأثمنة مضاعفة ثلاثة مرات وأكثر في بعض الأحيان. نسجل بأسف شديد التقصير الكبير للحكومة المغربية في ايجاد حلول ناجعة لهاته المعاناة التي تعاني منها الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وندعوها للاهتمام بالجالية المغربية قولا وفعلا، وليس باستعمال الشعارات الفارغة والديماغوجية التي لم تعد صالحة في وقتنا الحاضر، كما أدعو أفراد الحالية المغربية المقيمة في الخارج إلى الحجز المبكر قبل موسم السفر بأشهر عدة، للحصول على أسعار تذاكر مناسبة تكون في المتناول