أمير المؤمنين وعاهل البلاد حفظه الله، وباعتباره رئيس المجلس العلمي الأعلى أصدر يوم الجمعة 28 يونيو 2024 توجيهاته السامية للمجلس قصد دراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، وذلك استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف ومقاصده السمحة، ورفع فتوى بشأنها للنظر السامي لجلالته. فتأسيسا على المقتطف الذي يقول فيه صاحب الجلالة نصره الله: "وبصفتي أمير المؤمنين، فإنني لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية"، وبالعودة أيضا إلى الضابط الذي طالما عبر عنه جلالته، من عدم السماح بتحليل أي حرام ولا بتحريم أي حلال، فإن واقع إصلاح المدونة يجب أن يراعي جانبين أساسيين هما وجوب الالتزام بإسلام الأمة، وكذا اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح والبناء. نسأل الله تعالى إذن أن يوفق القائمين على تعديل وإصلاح المدونة حتى تتحقق الأهداف المأمولة منها والرامية إلى تنظيم وتمتين ركائز الأسرة المغربية، وتحقيق الأمن الروحي بحماية الثوابت الدينية والأصول الإسلامية.