حلّ بمدينة الناظور، طاقم شركة للإنتاج الفني من أجل تسجيل فيلم وثائقي عن حياة البطل الشهيد محمد الخضير الحموتي، المُشتهر بلقب "الجندي الإفريقي"، الذي وصفه الرئيس الجزائري الرّاحل محمد بوضياف ب"قلب الثورة الجزائرية" وقال في حقه كلمته الشهيرة غداة تولّيه منصب رئاسة الجمهورية واستدعائه لأبناء الشهيد كضيوف بقصر المرادية "لو علم الجزائريون من يكون الحموتي، لفرشوا البساط الأحمر لأبنائه ترحاباً وامتناناً، من معبر زوج بغال إلى قصر المُرادية". وتعكس هذه الرحلة الوثائقية قصّة حياة رجلٍ من طينة خاصَّة، قرّر أن يكون جزءًا من التاريخ، أو بالأحرى أبى التاريخ إلا أن يفتح أمامه الباب على مصرعيه، بعدما كرّس حياته لدعم الثورة الجزائرية والمقاومة المغربية زمن الاحتلال، بحيث يسلط هذا المنجز الذي يرتقب عرضه على شاشات قنوات القطب العمومي، الضوء على تفاني وتضحيات المقاوم محمد الخضير الحموتي الذي لم يتم الكشف عن مصيره الذي ما يزال إلى اليوم مجهولا. ويعكف المخرج المغربي حسن البوهروتي الذي سبق له البصم بتميز ونجاح على أعمال وثائقية ذائعة ك"هوية جبهة" و"المغرب والحركات التحررية الإفريقية"، على إنجاز هذا الشريط الوثائقي، فيما تمّ إسناد الباحث المغربي حميد خباش مهمة التحقق من المادة التاريخية التي يتناول المنجز، كما تمت استضافة الباحث في تاريخ الرّيف اليزيد الدريوش، فضلا عن نجل الشهيد الخضير الحموتي، إلى جانب ثلة من أفراد عائلته ومستضَفِين آخرين.