وجه كل من القطب الديمقراطي للشباب الليبرالي وجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان بيانا مشتركا إلى رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريكيز ثاباتيرو مؤكدين من خلاله أن الإصرار على الاحتفال بذكرى احتلال ثغر مليلية "يستفز المشاعر القومية والوطنية لدى أبناء الشعب المغربي"، وهي الوثيقة التي أصرّ سعيد الشرامطي بصفته رئيسا لجمعية الريف الكبير لحقوق الانسان، في تصريح لكازاسيتي، على تشبيهها بوثيقة المُطالبة بالاستقلال التي قدّمت للتواجد الكولونيالي الفرنسي بالمغرب في 11 يناير 1944. وطالبت الوثيقة المُسلّمة يوم سابع عشر شتنبر من لدن الجمعيتين إلى سفير مدريد بالرباط، في أعقاب وقفة احتجاج نظمت قبالة بوابة السفارة الإسبانية، بضرورة "انسحاب الاحتلال الإسباني" وإنهاء "الاستعمار"، منتقدين الصمت "غير المفهوم" للسلطات المغربية حول هذا الموضوع، زيادة عن التأكيد عن "اصرارهما" على استخدام كافة الوسائل "الممكنة" بما فيها اللجوء للمحاكم الدولية "لتحرير" هذه المدينة ومثيلتها سبتة. وقد أشار بلاغ ثنائي معمّم سابقا من لدن المُنظمين إلى كون هذه الوقفة تهدف إلى التنديد بالاحتفالات الرسمية لمرور 513 سنة على احتلال مدينة مليلية، وهي الاحتفالات التي تمّ التأكيد على كون الإسبان يُقيمونها على أراض مغربية بصفتهم مُحتلّين لهذا الثغر المغربي في شكل من أشكال الاستعمار التي باتت مرفوضة دوليا. وقد كان مصطفى أبرشان بصفته رئيسا لحزب التحالف من أجل مليلية أن إحياء هذا الحدث يتاريخ السابع عشر من شتنبر من كلّ سنة يُعتبر استحضارا لتاريخ حربي بتخليده لوصول الأب إستوبينيان إليه بعد تقتيل المسلمين بها، مؤكّدا أنّ حزبه سيُقاطع كافة مظاهر الاحتفال دون أن ينزل للتعبير عن ذلك في الشوارع ودون أن ينال ذلك من الولاء إلى المملكة الإسبانية. كما دعا النّائب البرلماني عبد الحميد محمّد، عن نفس حزب التحالف من أجل مليلية، إلى الضرورة المُلحّة لاختيار تاريخ آخر للاحتفال بهذه المُناسبة غير سابع عشر شتنبر الذي يُعاكس قيم التعايش والتضامن بين مختلف مكونات المُجتمع المليلي، إذ اعتبر الاستمرار في التشبّث بهذه المُناسبة في هذا التاريخ بمثابة استرداد لروح الحروب بالنظر إلى انتفاء السلم عن الحدث بتخليد انتصار طرف على الآخر بوجود أشخاص سيضطرّون إلى وفاة أجدادهم، وهو بالتالي تاريخ يمثّل هجمة على المُسلمين في المدينة. من جهته، قال لويس بيرنابي ، الخبير الإسباني في التاريخ الموريسكي، بأنّ الاحتفال في عمقه يرتبط بأحداث تاريخية في إسبانيا وبالتالي لا يُمكن إلغاؤه ولا تحويره لأنّه مرتبط بتاريخ مضبوط ومحدّد وواضح، لكنه دعا الحكومة المحلية إلى عدم إثارته لا الرجوع إليه، مؤكّدا أنّ كافة "الدّول" تتوفلا على تاريخ انتصارات وانتكاسات تاريخية مع دول الجوار، إلاّ أنه يجب القفز على ذلك بفتح قنوات الحوار والتعايش مع الآخر.