عبّر مصطفى أبرشان بصفته رئيسا لحزب التحالف من أجل مليلية أن إحياء هذا الحدث يتاريخ السابع عشر من شتنبر من كلّ سنة يُعتبر استحضارا لتاريخ حربي بتخليده لوصول الأب إستوبينيان إليه بعد تقتيل المسلمين بها، مؤكّدا أنّ حزبه سيُقاطع كافة مظاهر الاحتفال دون أن ينزل للتعبير عن ذلك في الشوارع ودون أن ينال ذلك من الولاء إلى المملكة الإسبانية. كما دعا النّائب البرلماني عبد الحميد محمّد، عن نفس حزب التحالف من أجل مليلية، إلى الضرورة المُلحّة لاختيار تاريخ آخر للاحتفال بهذه المُناسبة غير سابع عشر شتنبر الذي يُعاكس قيم التعايش والتضامن بين مختلف مكونات المُجتمع المليلي، إذ اعتبر الاستمرار في التشبّث بهذه المُناسبة في هذا التاريخ بمثابة استرداد لروح الحروب بالنظر إلى انتفاء السلم عن الحدث بتخليد انتصار طرف على الآخر بوجود أشخاص سيضطرّون إلى وفاة أجدادهم، وهو بالتالي تاريخ يمثّل هجمة على المُسلمين في المدينة. من جهته، قال لويس بيرنابي ، الخبير الإسباني في التاريخ الموريسكي، بأنّ الاحتفال في عمقه يرتبط بأحداث تاريخية في إسبانيا وبالتالي لا يُمكن إلغاؤه ولا تحويره لأنّه مرتبط بتاريخ مضبوط ومحدّد وواضح، لكنه دعا الحكومة المحلية إلى عدم إثارته لا الرجوع إليه، مؤكّدا أنّ كافة "الدّول" تتوفلا على تاريخ انتصارات وانتكاسات تاريخية مع دول الجوار، إلاّ أنه يجب القفز على ذلك بفتح قنوات الحوار والتعايش مع الآخر. ويُنتظر أن يعرف تعرف السفارة المغربية بالرباط يومه الخميس 17 شتنبر 2009 وفقة احتجاج ستنظم قبالة البوابة الرئيسية لمبنى السّفارة الإسبانية بالرباط كردّ على الاحتفالات التي من المنتظر أن تشهدها مدينة مليلية بمناسبة الذكرى الثالثة عشر بعد الخمسمائة لوقوعها في يد الاحتلال الاسباني، حيث قرّر منظموا الوقفة من منظمة شبيبة القطب الليبرالي الدّيموقراطي وجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان أن يكون يوم غد الخميس هو التاريخ المُحدّد للتنفيذ، ابتداء من الساعة الواحدة زوالا. وقد أشار بلاغ ثنائي معمّم من لدن المُنظمين إلى كون الوقفة تهدف إلى التنديد بالاحتفالات الرسمية لمرور 513 سنة على احتلال مدينة مليلية، وهي الاحتفالات التي تمّ التأكيد على كون الإسبان يُقيمونها على أراض مغربية بصفتهم مُحتلّين لهذا الثغر المغربي في شكل من أشكال الاستعمار التي باتت مرفوضة دوليا. وقد كانت حكومة التواجد الإسباني بمدينة مليلية قد أعلنت على برنامج مُكتنز من أجل الاحتفال بذكرى احتلال المدينة المغربية، وهي الاحتفالات التي من المُنتظر أن تستمر في تكريس انتهاجات السنوات الفارطة بتخصيص ميزانيات هامّة لإقامة المسيرات الاحتفائية والمعارض والحفلات السّاهرة من أجل تحقيق اندماج شعبي في الاحتفالات بمدينة أغلب سكّانها المُسلمين سيكونون في غمار الاحتفال بعيد الفطر المُبارك.