تعرضت الفنانة المغربية لطيفة أحرار لانتقادات لاذعة من طرف جمهورها، إثر ظهورها بلباس جريء على صفحات مجلة "فيمينا" التابعة ل"ماروك دوسوار" المغربية، حيث خصصت لها المجلة غلاف العدد الأخير، الذي عرضت فيه أحرار مجموعة من الأزياء بجرأتها المعهودة. ما أثار حفيظة المتتبعين لمسارها الفني. هذا وقد ظهرت لطيفة مرتدية سترة قصيرة تشبه القميص، مزينة بألوان ربيعية، دون سروال، ولتزيد جرعة الجرأة لم ترتدِ أي شيء تحت السترة، وسطرت هامش الصورة بتصريح لها أتى حرفياً كالتالي: "السيد بنكيران شخصياً يدعمني". قبل أن تضيف أن رئيس الحكومة اتصل بها بعد تهديدات القتل، التي تلقتها على صفحة "فيسبوك "مؤخراً. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تثير تلك الفنانة إشكالية حول جرأتها، بل اعتاد جمهورها على نهجها المتحرر، لاسيما بعد ظهورها بلباس "قفطان غير محتشم"، في المهرجان السينمائي الدولي بمراكش، حيث تضامن معها رئيس الحكومة بنكيران آنذاك من باب احترام الحريات الفردية. وفي إشكالية الحرية وحدودها دعا عبدالرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع في تصريح ل"العربية نت" إلى قراءة القيم في سياق ملتهب مثل الأحداث، مشيرا إلى أن المجتمع المغربي يعيش أزمنة التدافع القيمي، كما يعيش أزمنة استعادة مفهوم الجسد وإعادة استثماره وتملكه من جديد، باعتباره مجتمعا مفتوحا على قيم وممارسات متعددة الأبعاد و الانتماءات. وأضاف العطري أن قراءة صورة الغلاف الذي ظهرت به الفنانة لطيفة أحرار، ينبغي ألا تأخذ أكثر من حجمها، وأن تقرأ في سياق الحرية الفردية لا غير، وألا نمارس عليها قراءات متعسفة واختزالية، فالأمر في البدء والختام يتعلق بتمثل خاص لمفهوم الجسد، ولا أعتقد أنه يدخل في حرب ضد العدالة والتنمية. في ظل التجاذب والجدل الذي أثارته تلك الصورة، انقسمت ردود الأفعال على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بين غاضب مطالب بدعوى نشر الميوعة والتفسخ الأخلاقي، وبين مدافع عن حرية الجسد وثقافة الجسد الحر. هذا وقد اعتبر البعض أن المجلة "فيمينا" دخيلة على المجتمع المغربي، وسبق لها أن شوهت صورة المطربة المغربية الشعبية "الحاجة الحمداوية"، فعادت لكي تستغل أحرار المتحررة لكي تزيد من مبيعاتها في المغرب. في الوقت الذي عارضه آخرون، معتبرين مثل هذا القول مساسا بالحريات الفردية وانتهاكا صارخا لقناعة أحرار وحريتها في التعري من عدمه. مرة جديدة تسرق لطيفة أحرار الأضواء بلباسها الجريء، فهل نجحت في إبلاغ رسالتها لجمهورها، أم سيكون جسدها آخر شيء تراهن عليه لكسب ودِّ جمهورها؟