تقول العبرة "يوجد في النهر مالا يوجد في البحر"، وفي منطقة الريف، توجد في الأسواق الأسبوعية مهن وحرف كثيرة غائبة تماما في مراكز التسوق العصرية، منها تلك التي توارثتها الأجيال أبا عن جد، وأخرى يلجأ إليها الشباب بعدما أغلقت في وجوههم كل الأبواب، لكن وبما أن الأمر يتعلق بمهن غير مقننة وتمارس بشكل عشوائي، فإن أجرها سيكون زهيدا بالرغم من منافعها الكثيرة. ويحافظ السوق الأسبوعي بأزغنغان، الذي ينعقد كل اثنين وخميس، على أغلب المهن القديمة، ومن بينها "البرويطة" أو عجلة اليد، هذه الموغلة في القدم، يجرها أطفال وشباب وشيوخ لنقل مقتنيات المواطنين، بمقابل مادي يتراوح ما بين 3 و 10 دراهم، كل زبون حسب قدرته الشرائية. وفي هذا الصدد، يؤكد "محمد" أنه عمل في البرويطة لأزيد من 20 سنة، وقد ظل يتنقل بين الأسواق الأسبوعية لحمل مقتنيات المتسوقين من الخضر والفواكه إلى منازلهم أو سياراتهم خارج أسوار هذا المرفق، لكن المهنة لم تضمن له أي دخل كريم، باستثناء بعض الدراهم القليلة التي ينفقها على المأكل والمشرب.