هو من البرامج الناجحة التي تبثها قناة أبوضبي الجغرافية( Nat.geo) والتي يرى فيها المشاهد عظمة الخالق سبحانه وتعالى فلا يشعر إلا وهو يسبح ربه الرحيم الذي خلق فسوى وقدر فهدى. واللافت للنظر وأنت تتابع بعض التفاصيل، كيف هيأ الله هذه المخلوقات لتكون في منتهى العنف ضمانا لبقائها وفي المقابل في أقصى الرقة والعطف والحنان على صغارها وبني جنسها. في هذه الأسابيع ،وفي هذا الجو القارس ، وأنا أتابع هذه الحلقة احمرت وجنتاي من شدة حرارة الدموع التي غلبت عيناي حتى فاضت. التفت إلي أحد أولادي الصغار قائلا : ما الذي يبكيك يا أبي؟ ازددت بكاء وبدأت أحصرالأنين الذي يملأ علي جوارحي. لاشيء يا بني .أجبته متلعثما. فقط لم يخطر على بالي طيلة حياتي أني سأعيش لأرى أسدا بشريا متوحشا يفترس بأعنف ما تفعله في الغابة القسورةُ *. المفارقات العجيبة :الأولى أن أسد الغابة لا يقتل إلا ليستبقي حياته لذا تجده هادئا لا يثيره شئ حال الشبع. الثانية :وهو جائع أرحم وأرأف بالأشبال والصغار. الثالثة أنه لايفترس مع وحشيته أحدا من بني جنسه . والرابعة أثناء مرحلة التوالد وهي مرحلة الانتخاب :انتخاب الزعيم يقع عراك"حضاري" يثبت الواحد أنه الأجدر والأحق بالقيادة فينسحب الخاسر" بروح رياضية عالية " والأطرف أن الأسد الغالب لا تأخذه روح الانتقام فيصر حتي يجهز على المغلوب إلى النهاية . أما الأسد البشري المتوحش فلم يُبق شبلا ولا صغيرا ولا مقعدا ولا مكفوفا ولا حرة إلا مزقه تمزيقا لا ليستبقي حياته بل ليُديم الهتاف باسمه. واتضحت معه حقيقة بل نذالة جيش الممانعة والمواجهة. ثم بروح الانتقام والعدوان ما ترك خصما ولا معارضا إلا أذاقه ألوان العذاب فيُقطع بجثته المرقعة قلوب أبنائه وأهل بيته أو يدسها في التراب . سبحان الله الذي في خلقه شؤون :العظمة والبلادة صفتان لازمتان لجل الذين يحكمون بلادنا العربية والإسلامية فمنهم هارب، ومقتول ،ومسجون، ومحروق ،ومنهم من ينتظر وما بدلوا من عظمتهم وبلادتهم تبديلا : العظمة تحرم عليهم الإنصات والتواضع، البلادة توحي إليهم أن ما يجري هو لعبة عيال. إن الذي أجزم به أن الشعب في سوريا لن يدخل بيته حتى يُسقِط الأسد البشري. وأن ضريبة التحرر والانعتاق ستكون باهضة.وأن الآثار المستقبلية جسيمة. لكن الحرية والاستقلال الحقيقي لا يقدران بثمن وهذا ما سيربحه الشعب وسيتنعم فيه الأحفاد إلى الأبد. أما الأسد فلن يكون حاكما لشعب سوريا بعد الآن. بل ستقرأ سيرته الأجيال اللاحقة في مادة التاريخ أو الطب النفسي.. وستعرف يومئذ .. أنه ،خُلق .. ليفترس ولنا.. لقاء * القسورة: ألأسد الهائج من شدة الجوع والغضب