اختارت العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والرياضية، من الغرب والمشرق مدينة مراكش وجهة لهم، لقضاء عطلة نهاية السنة الميلادية، وهكذا حلت خلال هذا الأسبوع، كارلا بروني بالمدينة ذاتها، صحبة صغيرتها جيوليا ساركوزي، التي ولدت في تشرين الأول/أكتوبر من السنة الجارية، وبرفقتهم رجال أمن فرنسيون، كما ذكرت السلطات المحلية، وستقيم بروني كما هي العادة في إقامة خاصة "الجنان الكبير"، الذي اعتادت النزول فيها إلى جانب زوجها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هذا الأخير الذي أكد رسميا عدم قدومه إلى مراكش مفضلا هذه السنة قضاء أعياد الميلاد مع فقراء بلاده، بالإفطار مع عمال النظافة بهذه المناسبة. ومن النجوم الرياضيين الذين اختاروا نفس الوجهة، لقضاء احتفالات رأس السنة لاعبي فريق ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة ولسانا ديارا و كذا لاعبي فريق برشلونة الإسباني أندريس انييستا واكزافيي هرنانديس، كما اختارت الفرنسية من أصول سلوفاكية أدريانا كرمبو سفيرة الجمال للصليب الأحمر مراكش للاحتفال بزواجها من صاحب مطعم "جاد محل" اندريه أوهانيان بهذه المناسبة. بدوره استغل جاد المالح الممثل الفرنسي من أصول مغربية تواجده بمراكش لإحياء عطلة رأس السنة للإشراف على تشييد مسكنه الخاص، كما هو الشأن للعديد من المشاهير الذين يملكون قصورا وإقامات عبارة عن رياضات، يحلون بها للاستمتاع بقسط من الراحة في العطل أو في مثل هذه المناسبة، كالإعلامية التلفزيونية الفرنسية الشهيرة آن سينكلير زوجة المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومنيك ستروس، والتي تملك رياضا فخما بالقرب من جامع الفناء، وقد تأكد حضورهما لإطفاء شموع أعياد الميلاد بهذه المدينة. هذا الحضور المكثف للعديد من الشخصيات، وشخصيات أخرى تفضل أن تتواجد بمراكش في شبه سرية تامة، و يستشف ذلك للزائر لمطار المنارة الذي يعج هذه الأيام بطائرات خاصة دجيت، اصطفت كحافلات سيارات الأجرة، كما وصفها البعض، وسيارات رباعية السوداء اللون، بزجاج نوافذ لا يسمح بمعرفة نوعية الضيوف الذين تختطفهم على متنها بمجرد نزولهم من هذه الطائرات. السلطات وبهذه المناسبة اتخذت إجراءات أمنية احترازية مكثفة، وذلك بإيفادها لتعزيزات أمنية من خارج المدينة، كما عممت مذكرة على مختلف فنادق ومطاعم المدينة الحمراء من أجل نصب كاميرات ذات تغطية عالية بالإضافة الى تعزيز عناصر الأمن الخاص بمختلف هذه المرافق، من جهة أخرى نصبت السلطات الحواجز الأمنية في مداخل المدينة ابتداء من نهاية هذا الأسبوع. عبداللطيف أبو ريشة، المكلف بالتواصل بالمجلس الجهوي للسياحة بمدينة مراكش، في تصريح ل"العربية نت"، أشار إلى أن هذا التوافد وبكثافة على المدينة الحمراء، ليس وليد اليوم، بل يعود إلى سنة 1997، نتيجة إشعاعها السياحي، وجاذبيتها الطبيعية والعمرانية، وبساطة أهلها، إضافة إلى بنياتها التحتية السياحية التي تعززت هذه السنة حسبه بسبعة فنادق جديدة، كفندق قصر "نماسكار" الذي سيفتتح في ربيع سنة 2012، ويملكه رجل الأعمال الفرنسي فيليب سولييه، المقيم بالمدينة الحمراء، ويقول عنه بأنه تحفة فنية مصممة لتلبية ذوق عشاق الفخامة، وأن قيمته الاستثمارية تصل إلى 550 مليون أورو. ويضيف، وقبل هذا الفندق افتتح الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، والأمير مولاي رشيد، ''فورسيزونز مراكش'' الفاخر بدوره، بكلفة استثمارية بلغت نحو 164 مليون دولار. وأشار إلى أن هذه المشاريع المحدثة برسم سنة 2011، ساهمت في رفعت الطاقة الإيوائية ب500 سرير، لتصل بذلك إلى 55 ألف سرير، توفرها حوالي 700 دار مصنفة و140 فندقا مصنفا، مبرزا أن جديد هذه السنة، تمثل في إخضاع رؤساء المطبخ بهذه المرافق للمعايير الدولية، اعتمادا على تصنيفهم بحسب مراتب النجوم. وسيصل عدد الوافدين إلى المدينة بحسب المتحدث، في نهاية رأس السنة إلى مليون و600 ألف، وستصل عدد المبيتات إلى 6 مليون ليلة، وهو معدل إيواء لم يصل بعد نسبة 65 بالمائة المبتغاة من طرف المستثمرين، وأنه سيظل في حدود 42 بالمائة.