[email protected] تصوير :طارق الشامي وضعية إقبال الأطفال على العمل ولو بشكل مؤقت، أصبح لافت للانتباه، هذ الظاهرة اتسعت دائرتها وتفاقمت أكثر مما كانت عليه خلال الأعوام السابقة . فشوارع وأزقة الناظور خاصة سيدي علي و الكرنيش و سوق المركب التجاري التي تحتضن يوميا أنشطة الباعة الفوضويين المتجولين، وصولا إلى ساحة مسجد الحاج مصطفى تعج بها عشرات الأطفال ينافسون الكبار في بيع المناديل والأكياس البلاستيكية بل وحتى بيع الخبز و المشروبات و الفواكه و السمك في عدد من اسواق المدينة وعلى الرغم من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يمنع تشغيل الأطفال إلا أن الظاهرة اتسعت لتشمل كافة أرجاء المغرب بعدما كنا نسمع عن أحداثها في عدد من الدول التي أنهكتها الحروب والمجاعات فأغلب الأطفال الذين جعلوا من طرق ومداخل مدينة الناظور مكانا لتجارتهم، هم ضحايا التسرب المدرسي، على اعتبار أن هؤلاء ألفوا المكان في كل الفصول، وهم أبناء عائلات فقيرة. إذ من المفروض أن ينعم هؤلاء بكامل حقوقهم في اللعب وتحصيل العلم وأن يحظوا بالحماية كونهم مستضعفين فأن ترى طفلا يضحي بنفسه من الصباح إلى المساء وتحت أشعة الشمس لأجل إعانة عائلته، هو مظهر جارح يفضح خطابات المسؤولين الذين يزينون الواجهة بالخطابات التي تغطي عن المطالبين بحقهم في العيش الكريم وقد صرح بعض الأطفال ل " ناظور ستي " أنهم يعتزمون شراء ملابس العيد بالمقابل المادي الذي يحصلون عليه، فيما قرر اخرون شراء الأدوات المدرسية و في نفس السياق أكد لنا أحد المواطنين أن العديد من الأولياء تخلوا عن مسؤولية تمدرس أبنائهم نتيجة عجزهم المادي إذا فهذه الظاهرة في الناظور لها ابعادها الخاصة ولها اسبابها ومسبباتها الكثيرة نستخلص منها أن أطفالنا يعيشون تحت وطأة القهر والاستبداد والتشرد التي هي السبب الرئيسي في نزوحهم نحو العمالة في الشوارع