إن التستر عن الفضائح هو مساهمة بليدة في ترسيخ المزيد من الفضائح... وتبرير هذا التستر بدعوى أننا نفضح أنفسنا نحن الريفيون الطاهرون الورعون هو تبرير وعذر أقبح من الزلة نفسها... الفضيحة الحقيقية هو أنك تتستر على الفضيحة... من هذا المنطلق انطلقنا منذ سنوات في الكتابة عن هذا النوع من العقليات التي تضفي على التستر أو الستر شرعيات مختلفة لتطبيق حل الصمت اتجاه الفضائح التي يعرفها المجتمع... والحال أن الفضيحة فضيحة... جنسية كانت أم سياسية أم حتى دينية... وفضحها يعد الخطوة الأولى نحو العقاب ثم نحو الردع... الصمت أو السكوت ما هو في الحقيقة سوى اغتصاب للحقيقة وستار لاخفاء الجرم وحقل مخصب لتفريخ المزيد من المناكر... وهو أيضا غطاء شفاف لفضائح مستقبلية... أي صمام أمان للسير قدما في مسيرة فضائحية لا تنتهي... ماذا تنتظر من مجتمع يضمن الستر أو التستر المسبق عن فضائحه المستقبلية!؟... وحين تحاول في بعض المشاهد من بعض الاعمال السينمائية والتلفزية أن تفضح هذه الأمراض وإن بطرق غير مباشرة... يخرجون فيك عيونهم... بل وجميع أعضائهم... ويمسكون في قبضتهم فؤوسا للردم والهدم... مع بعض من توابل الشيطنة والتشويه... والحال أنك، بكل الحرقة التي فيك، وبكل الغيرة التي لديك، تحاول أن توقف المجتمع أمام مرآة حقيقته ليس من اجل الفضح... فالواقعة إذا وقعت هي أكبر من الفضح... ولكن تجنبا للمزيد من الفضائح...