في أول نسخة بالمغرب والعالم العربي، تبث القناة التلفزيونية الثانية "دوزيم" أولى حلقات برنامجها الجديد "مدام مسافرة"، أي "زوجتي مسافرة"، وتتلخص فكرة البرنامج المغربي الجديد، والمقتبس عن برنامج شهير عرضته قناة ال "بي بي سي"، في سفر مجموعة من النساء المتزوجات لمدة أسبوع من أجل التنزه والترفيه، فيما يمكث الأزواج ليتكلفوا بأعباء المنزل من طبخ وغسيل واعتناء بالأطفال، لتحدث بذلك مواقف إنسانية، وأخرى طريفة ومفاجئة. وأثار هذا البرنامج الكثير من الاهتمام لدى جمهور التلفزة، بين من استحسن الفكرة لأنها تبرز قيمة المرأة الزوجة داخل الأسرة خاصة حين غيابها عن البيت، وبين من اعترض على طبيعة البرنامج، لكونه مكرر عن برامج غربية، فضلا عن مخالفاته الشرعية. ويعتبر برنامج "مدام مسافرة" نسخة مغربية من برنامج "The Week The Women Went" في نسخته الأصلية التي تعود لقناة BBC، وبفضل نجاحه الجماهيري تكررت نسخه بعد ذلك في القنوات التلفزيونية الأمريكية والهولندية والألمانية والفرنسية والهندية، وغيرها. وفي النسخة المغربية للبرنامج، سيتاح للمشاهدين أن يطلعوا على التفاصيل الصغيرة للحياة اليومية لعشرة أزواج متطوعين للمشاركة، غادرتهم زوجاتهن في رحلة لمدة ثمانية أيام إلى مدينة مراكشجنوب البلاد، يقضينها في أجواء من التسلية والترفيه، بما في ذلك الذهاب إلى قاعات التجميل، ويمضين أمسيات هادئة في أحاديث نسائية خاصة بهن وبأسرهن. إبراز أهمية الزوجات وبحسب مُخرجَيْ "مدام مسافرة" زكية الطاهري وأحمد بوشعلة، في تصريحات صحفية، فإن البرنامج الجديد يتعدى سياق المنافسات والمسابقات التي دأبت عليها الكثير من برامج تلفزيون الواقع، ليحاول إبراز مدى الأهمية التي تلعبها الزوجة في البيت من أعمال يومية جليلة، لا يتم تقديرها أحيانا كثيرة إلا بعد أن تغيب الزوجة في سفر مثلا. واختار القائمون على البرنامج الجديد عشر عائلات من حي واحد بمدينة الدارالبيضاء للمشاركة في هذه المغامرة الأسرية، حتى تسهل العلاقات بين الجيران والعائلات التي تقطن في نفس الحي من مهام الأزواج الرجال، الذين يجدون أنفسهم في "ورطة" من أمرهم، بسبب ثقل الأعباء الملقاة على عاتقهم، سواء داخل المنزل من طبخ وكنس ورعاية للأبناء، أو خارج البيت في مباشرة وظائفهم الرسمية، وذلك في انتظار عودة زوجاتهم من رحلتهن الترفيهية. بين القبول والرفض ولقيت فكرة البرنامج اهتماماً ملحوظاً وسط المشاهدين والمتابعين حتى قبل بدايته، وذلك من خلال الاطلاع على مضامينه وبعض اللقطات التي تم الترويج لها للتعريف بالبرنامج في خريطة البرامج الجديدة للقناة الثانية. واختلفت ردود الفعل حول البرنامج بين من استحسن الفكرة لأنها تهدف في نهاية المطاف إلى تكريم المرأة وهي زوجة، باعتبارها عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه تماما في الحياة اليومية لكل أسرة وبيت، وبين من رفض فكرة البرنامج من الأصل لاعتبارات مختلفة. واستندت انتقادات فئة من الرافضين للبرنامج على عنصري الاقتباس والتكرار، بدون إبداع خاص يضيف شيئا خاصا يلائم خاصية المجتمع المغربي، بعيدا عن تقليد برامج نبتت في تربة غربية وأجنبية، لا يجمعها بالتربة المحلية أي جامع. ومن أشد الانتقادات التي تعرض لها البرنامج في بدايته، ما كتبه الباحث الإسلامي عبد الكريم القلالي في بعض الصحف الإلكترونية، حيث اعتبر أن فكرة البرنامج الجديد وسيلة ماكرة ونصيحة خادعة للمرأة، فاقترحوا عليها أن تغادر البيت وتسافر، وتترك فيه الزوج والأولاد، وكأن كل الوسائل استنفذت، ولم يبق من وسيلة سوى إخراج المرأة من البيت، وهم لا يريدون إعداد الأبناء ولا تربيتهم، بقدر ما يريدون هدم أسرهم". واستطرد الكاتب أن البرنامج "وسيلة ساقطة ترخص مكانة المرأة وتدوسها، ومؤامرة تستهدفها في قالب الشفقة عليها"، مضيفا أنه أيضا "وسيلة ساقطة لهتك أعراض المسلمات، هدفها إشاعة الفاحشة والربح المادي الذي لا يقيم للدين ولا للعرض وزنا". وفي الضفة المقابلة، يجد مؤيدو البرنامج والمعجبون بفكرته أنه يحمل بذور الإبداع بصيغة وملاءمة مغربية، وأن سفر الزوجات تم بشكل جماعي لمدة محدودة وبرضا أزواجهن، وبذلك لا توجد مخالفات شرعية ترتبط بتحريم سفر المرأة بدون محرم. وحول مسألة مخاطر سفر الزوجات، يرد المؤيدون للبرنامج على أنها مجرد ذريعة واهية لشن هجومات على البرنامج، باعتبار أن المرأة تمتلك عقلا، وليست قاصرا يجب مرافقته أينما حلت وارتحلت، فضلا عن كون الدستور الجديد خول للمغربيات الحرية والمساواة، بحسب تعليقات مؤيدي "مدام مسافرة".