تخوض مغربية مقيمة في مدينة مليلية السليبة اعتصاما مفتوحا في العراء، ليل نهار، أمام بلدية المدينة بعد قرار السلطات الإسبانية طردها من محل سكناها. واكتفت الصحف الإسبانية، التي تداولت الخبر في منتصف الأسبوع الجاري، بذكر اسمها الشخصي (خديجة) وتقديم معلومات موجزة عن حياتها الشخصية. وتكمن خصوصية حالة هذه الأم المغربية في كونها أما لأربعة أبناء، الكبيران يحملان الجنسية المغربية، ويشاركانها الاعتصام المفتوح، في حين يحمل أخواهما الأصغران الجنسية الإسبانية، ولذلك قررت السلطات الإسبانية الاحتفاظ بهما في خيرية بالمدينة. وتواجه خديجة صعوبات حقيقية في تدبر عمل جديد يمكنها من تسديد سومة الكراء وتلبية حاجيات أطفالها الأربعة في ظل الأزمة الاقتصادية التي وصل تأثيرها إلى مليلية المحتلة. وأطلقت منظمة مدنية إسبانية حملة توقيعات من أجل الضغط على سلطات بلدها للتراجع عن قرار طرد خديجة وابنيها المغربيين وإعادة ابنيها الإسبانيين إلى أحضانها. وينتظر أن تأخذ هذه الحملة أبعادا أكثر لتصير عنوانا لمناهضة الإقصاء الاجتماعي، الذي تذهب ضحيته الحالات المشابهة لخديجة، حسب أصحاب مبادرة حملة التضامن مع هذه الأم المغربية. وتطالب خديجة بإلغاء قرار طردها من مليلية ومنعها من دخول التراب الإسباني. كما تطالب بلَم شملها بابنيها الحاملين الجنسية الإسبانية، واللذين انتزعا منها وأودعا خيرية بالمدينة. وكانت خديجة تقيم بشكل شرعي في مدينة مليلية واشتغلت خادمة في البيوت طيلة السنوات التي قضتها هناك إلى أن هجرها زوجها الثاني ليتزوج بأخرى ويصدر قرار بطردها من محل سكناها، لتجد نفسها مشردة في الشارع مع ابنيها المغربيين. وقالت خديجة بعين دامعة لإحدى الصحف الإسبانية إن هذا الاعتصام هو الأول من نوعه في حياتها بعدما اختارت في أوقات سابقة التزام الصمت تجاه العنف الذي تعرضت له أثناء خدمتها في البيوت وتعنيفها من قبل زوجيها الأول والثاني قبل أن يهجراها ويتركاها تواجه مصير تربية أربعة أبناء.* عن المساء