بالله عليكم يا مسؤولين ، هل هذا مكان صالح لحاويات الازبال ؟ على تقاطع شارعى الجيش الملكي والحي الاداري وسط المدينة ،تلال النفايات تتمدد دون اي تحرك للمعالجة خاصة على صعيد البلدية الغائبة عن السمع. والتحرك الوحيد المعلن حول هذه النفايات هو انتقال هذه الازبال لبضع أمتار من نقطة في شارع الجيش الملكي الى ركن تقاطع ذات الشارع والحي الاداري . وبالضبط عند إشارة المرور الضوئية ، بمعنى أن المنتظِر للضوء الاخضر ليقطع الشارع عليه طيلة الانتظار وسط الازبال أن ينال أولا قسطه من شم `النسيم` المتقاطر من الحاويات!! ثم بعده يقطع الشارع . في منظر شوه ما تبقى من جمالية هذا الشارع ، بعد احتلاله من طرف `الفراشة` والمدمنين والمتسكعين.. لنعتمد على معنى الحي ( الحي الاداري ) وهو فعلا حيا إداريا ويعد محطة التقاء عشرات بل ومئات الزوار يومياً لقضاء حاجياتهم الادارية.وشارع الجيش الملكي يعتبر الشريان النابض للمدينة الشريان المفضي إلى الناظور من كل الجهات. فبالله عليكم يا مسؤولين ، هل هذا مكان صالح لحاويات الازبال ؟ مواطنون يتسائلون عن سر هذا `الزحف` وهذا الانتقال للحاويات ،من نقطة في الشارع الى نقطة أخرى على تقاطع الشوارع ، هل فقط لأن البعض لا يقبل وجود الحاويات قرب، ولا أمام محلاتهم التجارية ، أم أنه التقصير والعشوائية في مراقبة مواقع الحاويات من قبل عمال الشركات المتعاقدة مع البلدية، مما يؤدي لتغيير مواقعها .. أم أنها فقط مجدر فوضى وعشوائية تتخلَّق وتتحرك تحت مظلة الحتمية ؟! الظاهر أن على سكان المدينة أن يتعلموا كيفية العيش مع القمامة.! شبح جبال النفايات يطاردهم.. وزحفها يقض مضجعهم ..حتى اصبحت المدينة من أكثر المدن قذارة وعشوائية ... تعيش الناظور فعلا وسط وضع بيئي خطير، فاقَمه تكدس النفايات في الشوارع والأحياء، حتى باتت رؤية أكوام النفايات منظراً عاديا ومعتاداً للمارين القاطنين، شوه ما تبقى من جمالية المدينة، في ظل حالة سكون وتراخي مريب لدى المواطن من جهة والسلطات المعنية من جهة اخرى. جرائم تقودها ايادي الفساد ، جرائم شنعاء تشهدها المدينة .. ابطالها ، المسؤول والمواطن، الاول أخل بعمله وواجباته ومسؤولياته والثاني انتهك حرمة الشوارع مستغلا غياب الرقابة بالرمي العشوائي للنفايات. فالمسؤولية هنا يتقاسمها المواطن والبلديات. حتى اصبحت أغلب شوارع المدينة الرئيسية خلال السنوات الاخيرة قبلة للنفايات في غياب حلول بديلة ، والنتيجة روائح كريهة تنبعث من شوارع كان من المفروض ان تكون أجمل الشوارع وأنقاها، صورة تحطمت بهذه المناظر المخزية وعكست واقع مزابل داخل المدينة..ما ينذر بكارثة بيئية وصحية مع تكدس هذه النفايات في الأحياء والشوارع. فلا يمكن حل هذه المشكلة من خلال التركيز فقط على التخلص من القمامة في آخر المساء ، بل بتوفير أماكن خاصة لجمع هذه النفايات، وتنظيف أمكنتها وتزويد الأحياء بالحاويات النظيفة الكافية. فحاويات النفايات الخاوية المنتشرة بالشوارع ، هي نفسها مصدر تلوث ، انبعاث الروائح الكريهة منها وتلويث البيئة و تهديد الصحة العامة... ووجب على الجهات المعنية اتخاذ الحلول والتدابير اللازمة للقضاء على هذه السلبيات ، من خلال إيجاد آلية واضحة لتوزيعها وعدم التركيز على مواقع بعينها ، وثم كذلك مراعاة فرق المسافات وعدم ملاصقتها للمدارس مثلا أو لإشارات المرور وللمنازل لتلافي تجمع أكوام القمامة وما تبثه من انبعاثات وما تجلبه من مشاكل من انتشار للروائح الكريهة وظهور أسراب من البعوض، إلى جانب انتشار الحشرات والقوارض، ما يحول حياة قاطني هذه الاماكن إلى جحيم. حتى الحملات التي أطلقها بعض الفاعلين ومجموعة من النشطاء على صفحات "الفيسبوك" لم تنجح في إثارة حفيظة المسؤولين بالمدينة ، لوقف زحف النفايات في أحياء المدينة.. والتحركات الوحيدة المعلنة حول الموضوع ، هو وعود لاجتماعات ستناقش الموضوع بحضور المعنيين بالملف...وطبعا دون توقع لأية حلول، بل ستكون فقط نقاشات واتهامات ومواقف وتلاسنات في اجتماعات غير تقريرية! خلاصة الحكاية ، إذا كانوا يقولون أن الكورنيش هو قلب الناظور المعتدل، فإن سماء وأرض شوارع واحياء المدينة الملوثة هي الرئة السوداء!