استهلت رابطة الكتاب الشباب بالريف أنشطتها الثقافية لهذه السنة بتنظيم نشاط ثقافي و فكري و فني احتفالا بمناسبة دخول السنة الأمازيغية الجديدة 2969 و ذلك في يومه الأول و الموافق ل 13 يناير 2019 بالمركب السوسيو تربوي بمدينة أزغنغان. بعد كلمة الإفتتاح، انطلقت الندوة الفكرية حول ثقافة الوشم عند الأمازيغ، حيث تمت استضافة أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي و مدير ثانوية أمزيان بالحسيمة و الذي يشغل أيضا منصب أستاذ لشعبة الدراسات الأمازيغية بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور السيد "اليماني قسوح" و الذي تناول موضوع الندوة و غاص في تفاصيل وجوانب عدة عن الوشم الأمازيغي بصفة عامة وباللغة الأمازيغية، ثم انتقل للحديث عن الرموز و الصور و كذلك حروف ثيفيناغ التي كانت تستعمل لوضع الوشم أو "ثيكاز" كما تطرق إلى الأماكن التي كانت تضع فيها النساء الأمازيغيات الوشم مثل الوجه و اليدين و الأرجل والركبتين و غيرها من مساحات الجسد. كما تطرق في حديثه عن مجموعة من الاسباب التي كانت وراء ثقافة الوشم عند النساء الأمازيغيات و التي اختلفت أساسا بين أداة للزينة و إضفاء الجمال، كما استعملت كأداة للوقاية من مختلف المصائب و الشرور كالسحر و الجن و حتى الحيوانات المفترسة بالاضافة الى أنه كان يستعمل كأداة لحماية النساء من استغلال المستعمر وتهجيرهن. كما تعدت الأوشام إلى أن تكون أداة لمعرفة أصل المرأة جغرافيا حيث كانت تختلف رموز الأوشام بين القبائل الأمازيغيات مما جعلهن في حماية من السرقة او الضياع أو غير ذلك. كما تفضل الأستاذ المحاضر بالإجابة على مجموعة من الأسئلة و الملاحظات و التي توجه بها الحاضرون. لتنتهي الندوة بتقديم شهادة شكر و عرفان للأستاذ المحاضر اليماني قسوح. واحتفالا بالأول من نّاير الأمازيغي، حرصت الرابطة على عرض مجموعة لوحات تشكيلية تربط بين موضوع الندوة والثقافة والهوية والتاريخ الامازيغي العريق، وقد ساهمت باللوحات الفنانة و الممثلة مونية المزياني التي شاركت أيضا ولأول مرة بمجموعة من قصائدها على إيقاعات القيثارة بالإضافة إلى أغنية مشتركة مع الفنان زهير الصقلي المقيم بألمانيا والذي أتحف الحاضرين بفقرات كوميدي و غنائية ملتزمة، كما شارك أيضا الفنان محمد الطهريوي و الذي ساهم بدوره في إنجاح الحفل بمعزوفات أمازيغية قيمة. وبين هذه الفقرات الرائعة، كانت للرابطة مفاجئة مسجلة لجمهورها العاشق للكلمة الأمازيغية الملتزمة حيث عرضت قصائد صوتية للشاعر الأمازيغي الموسوعة "كريم كنوف" المقيم بديار الغربة و الذي خص رابطة الكتاب الشباب بالريف بتسجيل صوتي لقصيدة جديدة حصرية بهذه المناسبة تحت عنوان "ثيكاز". وكما هو معروف عن الشاعر "كريم كنوف" الرائد بكتبه الشعرية الجميلة تفنن في قصيدته الصوتية حول الوشم و التي عرضت مرتين وتابعها و استمع لها الحاضرون باهتمام كبير. وسيرا على التقاليد المرتبطة بحفل النّاير، ختمت الرابطة حفلها بتوزيع أطباق "ثيغواوين" والفواكه الجافة و الحلوى على الجمهور و تقديم الشواهد التقديرية للمشاركين.