ليست قصة خيالية كما سيتبادر للكثيرين من خلال أول وهلة و هم يقرأون العنوان الذي يحيلنا على الرواية الشهيرة "ذهب مع الريح" ، و لكن الأمر يتعلق بحقبة مرة و قصة واقعية عايشها المواطنون الناظوريون بعدما وضعوا ثقتهم في أحد أبناء المنطقة و مكنوه من ترأس مجلس جماعة الناظور ، حيث كانت الانتظارات كبيرة ، و الرهان الأكبر هو إخراج المدينة من الهوامش السوداء القاتمة السواد خاصة و حديث المشاريع الكبرى هو شبيه بحديث الليل الذي يمحوه النهار أو بعض من قطرات أمطار الخير و البركة ، خير لجنة تفتيش في الوقت الراهن ، و خير فاضح للفساد و المفسدين . فكانت مبادرات السيد الرئيس في بداياته تتسم بكثير من الشجاعة و الإقدام و نالت تصفيقات الساكنة في الإبان ، كيف لا و هو الذي شارك شخصيا "في موقف جريء رغم انتقادات بعضهم " في عدة مبادرات و حملات النظافة و جمع النفايات ، خاصة و أن المدينة تعاني بشكل دائم من تراكم الأزبال و انبعاث الروائح الكريهة و التي تزداد تفاقما في فصل الصيف ، إلا أن هذه المبادرات الشخصية التي اعتقدنا للحظة أنها تعبير عن قناعات ذاتية سيتم ترسيخها و سنها كسنة حسنة يلتزم بها السيد الرئيس ، و لكن بمجرد اسدال الستار عن الانتخابات البرلمانية اختفت مبادرات السيد الرئيس و ذهبت في مهب الريح حتى اختفى معها صاحب الشأن و لزم دوحته. إنها الأيام دول بين بني البشر ، و الدروس تستخلص ، و الحقائق تنجلي و كل التنبؤات تؤكد أن من ذهبت مبادراته مع الريح فيقينا نفس الرياح سيذهب معها ، و اسألوا أهل السبق إن كان لكم ريب أو شك . فالرشد الرشد يا من وضع المواطنون في أيديهم مفاتيح تدبير شؤونهم و شؤون جماعتهم و اعتبروا قبل فوات الأوان .