تخضعُ العديد من الموانئ المغربية و خاصة ميناء الناظور، ابتداء من أمس الاثنين، لمُراقبة ضباط من الشرطة الدولية "الإنتربول"، لمساعدة السلطات المحلية في فحص الركاب وتحديد الإرهابيين المحتملين خلال الموسم السياحي الصيفي، الذي يشْهدُ توافد الجالية المغربية من الدول الأوروبية ..هذا و قد وصل ضباط الانتربول بالفعل للناظور للقيام بمهامهم. ويشْملُ هذا الإجراء الاحترازي، حسب ما أفادت به مصادر إعلامية فرنسية، ثمانية موانئ موزعة على دول المتوسط؛ من بينها المغرب و ميناء الناظور. وقال بيان "الإنتربول" إن العديد من الإرهابيين والمتاجرين بالبشر والأسلحة والمخدرات يستخدمون للسفر بين شمال إفريقيا وبلدان جنوب أوروبا الطرق البحرية للبحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت نفسه يعرض "المقاتلون الأجانب العائدون من مناطق النزاع" جوازات سفر ووثائق مسروقة أو مزورة". وسبق للشرطة الدولية أن دعت كلًا من مكتبها في الرباط التابع للمديرية العامّة للأمن الوطني والسلطات الأمنية المغربية إلى تشديد إجراءات التفتيش في المطارات وبجميع النقاط الحدودية لمنع تسلّل هذه العناصر، التي حرّرت في حقّها مذكرات بحث على الصعيد الدولي. ووزعت المنظّمة قائمة تضم 50 مقاتلًا يشتبه في أنهم دخلوا إيطاليا أخيرًا بوساطة قارب، ويحاولون الوصول إلى بلدان أوروبية أخرى، إذ تَم إرسال القائمة إلى مصالح أمنيّة في دول عربيّة وأوروبية، ووزعتها بعد ذَلِك على الوكالات الوطنية لمكافحة الإرهاب في العشرات من الدول. وفي هذا الصدد، أورد باتريك ستيفنز، مدير مكافحة الإرهاب في "الإنتربول"، أنه "في الوقت الذي يركز فيه العالم بأسره على حماية الحدود الجوية والبرية، فإن التهديدات المحتملة للأمن من البحر تحظى باهتمام أقل"، مشيراً إلى أنه "خلال الأسبوع الأول من العملية، تمكنت الشرطة بالفعل من تحديد أربعة إرهابيين مزعومين واكتشفت موقع شخص مفقود". وتُشارك في عملية مكافحة الإرهاب، التي تقودها الأنتربول بدعم من منظمة الجمارك العالمية وحرس الحدود الأوروبي ووكالة خفر السواحل والتي تحمل اسم "نبتون"، بلدان مثل الجزائر وفرنسا وإيطاليا والمغرب وإسبانيا وتونس. وسيعْمَلُ الكومندو المشكَّل من ضباط الشرطة الدولية على تعزيز مراقبة الحدود في بعض الموانئ البحرية ، وكذلك التفتيش المنهجي للمسافرين على متن السفن والعبارات والرحلات البحرية الشراعية بين شمال إفريقيا وأوروبا. كما سيرتكز عمل هؤلاء الضباط على منع الاتجار بالمخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر في المناطق البحرية، والتعرف على المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين إلى بلدانهم من بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط. ويعتبر "العنصر الرئيسي" لعملية "نبتون" هو الوصول من أماكن العمل المحلية إلى قاعدة بيانات "الإنتربول" التي تحتوي على معلومات عن وثائق السفر المسروقة، والتي يفحص الضباط فيها البيانات الشخصية للمسافرين ومعلومات جوازات سفرهم. وسيتم التركيز على تشديد المراقبة في الممرات البحرية التي تربط إسبانيا بالمغرب، خاصة "موتريل" /الناظور، و"موتريل" / مليلية، والحسيمة طنجة/ طرفاية، والجزيرة الخضراء، وسبتة و"سنتا كروث دي تينيريفي".