وجّه القيادي المنشق عن جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، رسالة مُطولة إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، هورست كوهلر، يفضح من خلالها تلاعب الجزائر بمحتجزي مخيمات تيندوف، والتحكم في قرارات الجبهة الانفصالية، بما يخدم مصالحها النظام الجزائري، مشدداً في الوقت ذاته على أن الجبهة ليست ممثلاً شرعياً للصحراويين. وقال المسؤول الأمني السابق بمخيمات تيندوف، في الرسالة المفتوحة التي وجهها إلى كوهلر "لقد أوكل إليكم المجتمع الدولي ممثلاً في شخص الأمين العام للأمم المتحدة مهمة الوساطة بين فرقاء نزاع الصحراء الذي عمر طويلا، و ندفع ثمنه نحن أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب في تاخر تنمية إقليمنا، ومعاناة أسرنا المشتتة، وصعوبة الظروف التي يعيش فيها عشرات اﻵﻻف منا في المخيمات فوق التراب الجزائري". وأكد مصطفى سلمى الذي يعيش لاجئاً في موريتانيا "إننا نحن الصحراويون موضوع هذا النزاع، منذ هيمنة جبهة البوليساريو على قرارنا السياسي منتصف سبعينيات القرن الماضي، وارتمائها في أحضان الجزائر التي تنافس المغرب على زعامة شمال غرب إفريقيا، أصحبنا رهائن مصالح إقليمية"، مضيفاً أن "البوليساريو التي تدعي تمثيلنا ﻻ تملك من الأمر إﻻ ما تسمح به الجزائر الراعية لها الحاضنة لمخيمات الصحراويين الذين تريد لهم البقاء ما دامت لها مصلحة في استمرار النزاع". وتابع: "الضغط الذي تتعرض له قيادة البوليساريو من الجزائر الحاضنة والداعمة لها يعيق التقدم في تسوية بين الصحراويين و المغرب. و لأنه من غير العادل أن نبقى رهائن لمصالح جزائرية ﻻ نعرف منها غير رغبة القيادة الجزائرية في استمرار النزاع". وهاجم الجبهة الانفصالية وقيادتها التي تعيش الترف والرفاهية على حساب مآسي محتجزي المخيمات قائلاً: " إن جبهة البوليساريو التي تحتكر بالقوة قرار الصحراويين، وتحارب وتنكل بكل من يخالفها الراي، ويعيث قادتها فسادا في النزر القليل مما تجود به المنظمات الدولية على الﻻجئين الصحراويين، و التي يموت أبناؤنا في سجونها ويدفنون سرا دون تحقيق يجبر خاطر ذويهم حول ملابسات وفاتهم. لا يمكن أن تكون الشريك والراعي الأمين لمصالح الصحراويين في العملية السياسية التي تديرونها باسم المجتمع الدولي."