أصدرت 26 جمعية من مختلف المدن المغربية بيان تضامني مشترك، تفاعلا مع الاعتداء اللفظي والنفسي الذي تعرضت له أستاذة اللغة الأمازيغية بمجموعة مدارس أقوضاض بجماعة بني وكيل أولاد امحند بإقليم الناظور، وذلك من طرف رئيسها المباشر الذي أسمعها وابلا من السب والشتم والكلام اللاذع، أصيبت بسببه بانهيار عصبي وفقدان للوعي، استوجب نقلها إلى المستشفى بمدينة العروي بإقليم الناظور وذلك يوم الجمعة 6 أكتوبر الجاري. ويأتي هذا الاعتداء حسب البيان ضمن سلسلة من الاستفزازات والمضايقات التي يتعرض لها أساتذة اللغة الأمازيغية بإقليمي الناظور والدريوش منذ بداية الموسم الدراسي الحالي قصد اجبارهم على تدريس لغات ومواد أخرى غير الأمازيغية، وذلك في سياق التراجع الخطير الذي مس وما زال يمس مسارات الأمازيغية في عدة قطاعات حكومية، وبالأخص في مجال منظومة التربية والتكوين الذي يعد حسب الفصل الخامس من الدستور ضمن المجالات ذات الأولوية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وقد أعلنت الجمعيات الموقعة على البيان عن تضامنها الكامل مع الأستاذة كوثر التوزاني، وعن ادانتها الشديدة للممارسات القمعية والمنافية للقانون، الصادرة عن مدير المدرسة. أمام سكوت الجهات المسؤولة عن هذا الحادث الفظيع الذي تعرضت له الأستاذة في فضاء المدرسة، فإن الجمعيات الموقعة تطالب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالتدخل لوقف الممارسات التمييزية والمضايقات والاستفزازات التي يتعرض لها أساتذة اللغة الأمازيغية في الناظور والدريوش وباقي الأقاليم والجهات. إلى جانب دعوتها المديرية الاقليمية لذات الوزارة بالناظور إلى اتخاذ ما يلزم من الإجراءات الإدارية والتأديبية في حق هذا المعتدي وإنصاف الأستاذة ضحية العنف النفسي مع فتح باب الحوار المسؤول مع أساتذة اللغة الأمازيغية والعمل عاجلا على إيجاد الحلول الملائمة لمشاكلهم. الجدير بالذكر، أن مجموعة من الأساتذة المتخصصين في اللغة الأمازيغية المشاركين في الحركة الانتقالية منعوا من تدريس الأمازيغية بعد التحاقهم بمؤسساتهم الجديدة، إذ تعرضوا لعدد من المضايقات والتهديدات بإجراءات إدارية تتسم بالشطط في استعمال السلطة من طرف بعض مديري مؤسسات التعليم الابتدائي، وأمام هذا الوضع فقد عملت بعض المديريات على حل هذه المشكلة بينما تعنتت البعض منها، وعلى سبيل المثال نذكر مديرية الناظور التي لم تبذل أي جهد في إيجاد أي حل يذكر إلى يومنا هذا.