رسمت مجلة "جون أفريك"، المتخصصة في شؤون القارة السمراء، بورتريهات لمن وصفتهم "سفراء" الملك الاقتصاديين في إفريقيا، وهم الشخصيات المغربية الوازنة التي يعتمد عليها الملك في الجولات المكوكية التي تقوده منذ سنوات إلى القارة السمراء لإرجاع المغرب إلى مكانته الطبيعية. وأبرزت المجلة أن هؤلاء "السفراء" لا يعتبرون جزء من الجسم الدبلوماسي أو الأمني أو حتى الروحي، إلا أن دورهم يبقى كبيرا في تأكيد الحضور المغربي بإفريقيا، عبر التوقيع على اتفاقيات شراكة جديدة، أو حتى دخول أسواق لم تكن تستثمر فيها المملكة من قبل. فمن هم سفراء الدبلوماسية الاقتصادية الجديدة للمملكة؟ السياحة يبقى عبد الرفيع الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، بحسب "جون أفريك"، الاسم الأبرز الذي يساهم في تعزيز السياحة الدينية التي يعتمد عليها المغرب؛ وذلك عبر افتتاحه، لأول مرة، مكتبا إقليميا بدكار تابعا للمؤسسة التي يرأسها. وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن الرجل خبر جيدا العاصمة السنغالية، خاصة أنه كان الرقم الثاني في الخطوط الجوية المغربية عندما كان لها فرع بالطيران السنغالي. البنوك والتأمينات والفلاحة وتابعت المجلة توضيح مجالات اشتغال الشخصيات التي اعتبرتها مؤثرة في سياسة المغرب الجديدة تجاه إفريقيا، وذكرت القطاع الاقتصادي والبنكي والتأمينات، الذي يقوده كل من سعد بنديدي، نائب المدير التنفيذي لمجموعة "ساهام"، التي اعتبرتها المجلة أبرز مؤسسة تأمينية في القارة السمراء نظرا لعدد الدول التي وجدت داخلها موطأ قدم، والرئيس السابق للهولدينغ الملكي (أونا)، الذي وصفه المصدر ذاته بالاختيار المثالي لقيادة "ساهام" المملوكة لمولاي حفيظ العلمي، بعد تعيينه سنة 2013 وزيرا للصناعة في النسخة الثانية من حكومة بنكيران، إلى جانب زميلته، غيثة لحلو، رئيسة مجلس إدارة "ساهام" مديرة المدرسة المركزية للدار البيضاء. وفي السياق نفسه، سلطت "جون أفريك" الضوء على حسن الورياغلي، الرئيس المدير العام للشركة القابضة (SNI)، التي يريد تحويلها إلى مقاولة استثمارية في عموم إفريقيا، وتحويل الهولدينغ الملكي إلى لبنة أساسية في الإشعاع الذي تحظى به المملكة في القارة السمراء. ويحتل محمد بنشعبون، المدير العام للبنك الشعبي، مكانة متميزة في حضور المؤسسات البنكية المغربية بإفريقيا، على اعتبار أن السرعة التي تطورت بها المقاولة التي يرأسها في التراب الإفريقي تبقى ملفتة، رغم تطميناته للمنافسين بشأن عدم الرغبة في الهيمنة على هذه الأسواق الجديدة. وعلى رأس التجاري وفا بنك، يقوم محمد الكتاني بدور الربان الذي يقود استثمارات المؤسسة، التابعة بدورها لل"SNI"، في القارة الإفريقية؛ إذ إن وفا بنك، المؤسسة التي دخلت "أدغال" إفريقيا منذ سنة 2005، حوالي ربع منتوجها البنكي الصافي مصدره الاستثمارات بالقارة السمراء. كما أن سعيد الإبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء "كازابلانكا فاينانس سيتي"، يبقى، بحسب المجلة، واحدا من سفراء المغرب الاقتصاديين في الأسواق الافريقية، عبر تطويره شبكة علاقات كبيرة بإفريقيا، وهو الذي سبق وأن راكم خبرة كبيرة في هذه الأسواق عندما كان على رأس البنك المغربي من أجل إفريقيا والشرق (BMAO). ومن باقي الأسماء المؤثرة في المجال الاقتصادي، ذكر المصدر ذاته كلا من ابراهيم بنجلون التويمي، الرئيس التنفيذي للبنك المغربي للتجارة الخارجية أحد الذين خبروا جيدا أسواق إفريقيا عبر قيادته للبنك الإفريقي (BAO) منذ سنة 2015، إلى جانب طارق الصنهاجي، المدير العام ل"إثمار الموارد" أحد الساهرين على مشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا. وينضاف إليهم محمد حسن بنصالح، مدير الفدرالية المغربية لشركات التأمين، التي وقعت سنة 2015 عقد برنامج تضمن أحد بنوده "إعطاء إشعاع اقتصادي أكبر للملكة بدول إفريقيا جنوب الصحراء". وفي هذا المجال نجد كلا من هشام بلمراح، الذي يرأس التعاضدية الفلاحية (مامدا)، الفاعل المهم في السوق الفلاحية المغربية، وطارق السجلماسي، رئيس مجموعة القرض الفلاحي، التي اعتبرتها المجلة رائدا في مجال تمويل الفلاحين الصغار بعدد من البلدان الإفريقية التي ينفتح عليها المغرب. مجالات أخرى وعن باقي المجالات التي دخلها المغرب من بوابة إفريقيا، سلطت "جون أفريك" الضوء على قطاع اللوجستيك، معتبرة أن الفاعلين الأبرز داخله بإفريقيا لا يخرجون عن سعيد زارو، مدير مشروع "مارتشيكا ميد"، وهشام برادة السني، الرئيس المدير العام لمجموعة "بالموري ديفلوبمنت" الرئيس المدير العام لمجموعة "أنوار إنفيست"، ومحمد بن عدة، رئيس الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك، إلى جانب روجير صهيون، فرنسي لبناني الأصل، مدير الشركة المغاربية للهندسة المدنية. وفي قطاع الطاقة والمعادن، أبرز المصدر ذاته أن مهندسي الانفتاح على دول إفريقيا لا يخرجون عن مدير قطب التنمية لشركة "أكوا"، ماجد اليعقوبي، ومصطفى بكوري، الذي يرأس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، ومحمد بنزكري، نائب رئيس المكتب الشريف للفوسفاط، فضلا عن زميله، مصطفى التراب. أما مجال الصناعة الدوائية، فيمثل فيه المغرب بإفريقيا كل من جواد الشيخ لحلو، رئيس مختبر "كوبر فارما"، إلى جانب عبد الله لحلو الفيلالي، رئيس مجموعة "فارما 5". فيما يبقى آلان مالك، المحامي المتخصص في القانون التجاري، من الأسماء البارزة في مجال الاستشارة والاستثمار، إلى جانب مريم بنصالح شقرون، رئيسة اتحاد مقاولات المغرب، ثم عبدو ديوب، سنغالي مقيم بالمغرب، المحاسب المتخصص العارف بخبايا الأسواق الإفريقية.