سلم الأمير شارل فيليب، أمير أورليان منظم الدورة الثالثة لحفل "بال دو لا ريفييرا" بالبرتغال، جائزة "تريبيوت آوارد" للأميرة للا سلمى بناني، عقيلة الملك محمد السادس، عرفانا وتقديرا لجهودها الكبيرة، وانخراطها الشخصي في محاربة داء السرطان بالمغرب. وترأست الأميرة سلمى، رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، التي يلقبها الكثيرون بأميرة القلوب، مساء أمس السبت بمدينة "إستوريل" البرتغالية، الدورة الثالثة لهذا الحفل؛ حيث شكرت منظمي هذه المبادرة، وأشادت باهتمام الملك محمد السادس بمؤسستها. وسلم الأمير شارل فيليب، أمير أورليان، للمدير العام لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، للدكتور رشيد البقالي أيضا جائزة "سوليداريتي آوارد" التي منحت للمؤسسة، قبل أن تتابع الأميرة شريطا حول مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، وتحضر عملية بيع في المزاد العلني سيعود ريعها للمؤسسة. وتميز الحفل بعرض موسيقي قدمت خلاله المطربتان البرتغالية آنا مورا والمغربية زينب آفيلال أمام الحضور مزجا غير مسبوق بين فن الفادو والملحون. وتشكل مبادرة "لو بال دو لا ريفييرا "، التي أطلقها أمير أورليان، أرضية دولية تجمع شخصيات نافذة في العالم حول قضية مشتركة للتضامن. وحضرت الأميرة سلمى ندوة تحت شعار: "تحديات السرطان في القرن ال21"؛ حيث قدم كاتب الدولة البرتغالي في الصحة، مانويل دلغادو، لمحة عن مرض السرطان في البرتغال، مشيرا إلى أن أزيد من 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان تسجل سنويا في البلاد، وأن حالات سرطان البروستاتا والثدي والقولون هي الأكثر شيوعا. من جهته تناول مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان، الدكتور كريستوفر وايلد، موضوع "الأسباب والوقاية من السرطان"، مبرزا الجهود الدؤوبة للأميرة للا سلمى التي أثبتت كيف يمكن أن نحارب السرطان، من خلال مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان. وأبرز الدكتور وايلد أهمية التحسيس بمرض السرطان في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن عوامل عديدة تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض أضحت اليوم معروفة، وفي الوقت نفسه، باتت هناك حلول وفرص لتجنب التعرض لمخاطره، كالكشف المبكر عنه، مما يساعد، في رأيه، في تحسين ظروف عيش المريض. من جانبه رئيس معهد الجزيئيات المرضية والمناعة بجامعة بورتو، مانويل سيموس، بعد أن شدد على ضرورة التأكيد على أن السرطان مرتبط بنمط العيش الحالي، أشاد بالعمل الذي تقوم به مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، مبرزا أن التحسيس والتربية والتكوين ضرورية في مكافحة هذا المرض. وقال رشيد البقالي إن مكافحة السرطان تتطلب هياكل للدعم، ومهنيين أكفاء، وعلاجات مبتكرة، وبحث علمي، مشددا على أنه "ينبغي أن يواكب ذلك أيضا تعبئة للمجتمع المدني"، متابعا بأن للمنظمات غير الحكومية دورا ومسؤولية في إعلام وتربية وتحسيس الساكنة، ودعم المرضى وأسرهم". وقدم البقالي، في هذا الصدد، بعض الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة، لاسيما برنامج دعم أيتام السرطان الذي أطلقته الأميرة للا سلمى سنة 2014، والذي استفاد منه نحو 700 طفل، وإنشاء معهد لتوحيد وتمويل البحث حول السرطان بتعاون مع وزارتي التعليم العالي والصحة.