[email protected] عيد بأي حال عدت يا عيد .... بما مضى أم لأمر فيك تجديد استحضر هذا البيت الشعري و كل أمل ا ن يأتي فاتح ماي لسنة 2010 بجديد تحتفل به الشغيلة المغربية و نحس معها بمعنى العيد الحقيقي ، و لا نردد شعارات لنقابات جوفاء أصبحت تجتر خطابات متداولة بحناجر مألوفة فيا ليت عمال المغرب هذه السنة يٌفعلون الشطر الثاني من البيت الشعري السالف الذكر ، و يكون العيد بنسمة التجديد ، فاليوم ستفتح صفحة جديدة لتقييم الأداء النقابي ودراسة الأوضاع المهنية والإجتماعية ومساءلة الواقع ومقارنته بالعتبات الدنيا للملفات المطلبية التي طالما تم التلويح بها في وجه المسؤولين طيلة موسم بأكمله ومن أجلها كانت كل الإطارات تعلن أنها ستلجأ إلى التصعيد بكل الصيغ النضالية الممكنة فإلى أي حد تم قطع أشواط في اتجاه تحقيق المكتسبات وإلى أي حد استطاعت النقابات فرض أجندتها على القطاعات ؟وهل فعلا يحق القول إن تمت مكتسبات انتزعت أم أن مايتم الترويج له من قبل بعض المنابر وبعض الجهات الرسمية لايعدو أن يكون مجرد تمهيد لسلم اجتماعي مغشوش دفع عربونه ولم يتم الوفاء بكل تفاصيل الصفقة؟سلم تلعب خلاله الحكومة وبعض المحسوبين على العمل النقابي دور الإطفائي لربح المزيد من الوقت على حساب اليومي الجاثم على صدور الطبقة الدنيا في السلالم الإدارية وعلى حساب الطلبيات الملحة لعموم الشغيلة والتي لاتعرف التأجيل ولاتحتمل الجدولة ولا الإلغاء لن تكون مادة هذا المقال موجهة صوب الآلة الحكومية التي نعرف إلى أي حد هي محكومة بضرورة الوفاء بكل الإتفاقات لأن الجميع أضحى يعرف نسق اشتغالها على ضفاف العمل المطلبي وطريقة تدبيرها للملفات الإجتماعية ، فلا بأس إذن أن تكون هذه المناسبة فرصة لمقاربة ميدانية وتشريح عملي لواقع الممارسة النقابية ورؤية محايدة لكل تفاصيلها التنظيمية، ومن باب :حتى يغيروا مابأنفسهم اخترت أن تكون مقاربة نقدية علها تسهم في نفض الغبار على جملة من الممارسات والسلوكيات الحاسمة في جعل الفعل النقابي يحيد عن طريق أداء الرسالة السامية التي من أجلها وضعت أسسه الفكرية ومنطلقاته المعرفية و إذا كانت الأشكال النقابية الحالية لا تعدو أن تكون دمى تحرك أيادي ذات مصالح شخصية فان الطبقة الشغيلة لابد لها اليوم أكثر من أي يوم مضى أن تجد لنفسها صيغ احتفال تكون قريبة من العمل و لا تخرج للتعبير عن سياق رفع المطالب بل أكثر من ذلك لتعبر عن قوتها و وجودها الفعلي حتى بدون تمثيليات نقابية