قرأ العديد من معلقي وزوار جريدة هسبريس بين سطور خطاب العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس، السبت، بمناسبة الذكرى 17 لوصوله إلى سدة الحكم بالبلاد، أن أبرز المقصودين بدعوة العاهل المغربي إلى عدم إقحام اسمه في الصراعات الحزبية والانتخابية هو رئيس الحكومة. وقال معلقون إن إشارة الملك إلى استغرابه من إطلاق "تصريحات ومفاهيم تسيء إلى سمعة الوطن، وتمس حرمة ومصداقية المؤسسات، لكسب أصوات وتعاطف الناخبين"، هي رسالة إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خاصة لما نُقل عنه من حديث عن "وجود دولتين داخل المغرب". وكان بنكيران قال في أحد لقاءاته الحزبية، قبل ثلاثة أسابيع: "في المغرب دولتان، واحدة يقودها جلالة الملك، والأخرى لا نعرف من يقودها، ولا من أين تأتي قراراتها، ولا من أين تأتي تعييناتها"، قبل أن يؤكد أن حزبه سيفوز بالانتخابات المقبلة، و"أي إخلال سيؤدي الجميع عواقبه". وفيما هيمن صمت يكاد يكون مطبقا على عدد من أتباع حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي، حيال الإشارة الملكية إلى موضوع "التصريحات المسيئة إلى الوطن والمؤسسات"، منشغلين بباقي محاور الخطاب الملكي، أبدى معلقون وقراء قناعة بأن الملك "صفع" بنكيران بذلك الخطاب. وفي يوم بث خطاب العرش الذي جاء حازما في توجيه رسائل قوية إلى الفرقاء السياسيين، اختار الملك أن "يُقبل" رأس عبد الرحمان اليوسفي بطريقته الخاصة، بعد أن قرر تدشين شارع يحمل اسم الوزير الأول في حكومة التناوب لعام 1998، ليقف مصفقا لأحد كبار شخصيات الحركة الوطنية. وقال معلق سمى نفسه "مغربي مسفيوي" إن "اليوسفي من أنظف الناس الذين مارسوا السياسة، ورجل ذو مبادئ وأخلاق رفيعة، لما أيقن بأن العمل السياسي في هذا البلد يمارس بوساخة قرر الرحيل في صمت"، وقال آخر: "لو كانت لليوسفي الصلاحيات التي خولها الدستور الجديد لشاهدنا مغربا آخر". معلق ثالث اسمه عبد الله صدقي أشاد بمبادرة الملك في حق رجل دولة كبير، معتبرا إياها "مكرمة من عاهل البلاد تحمل الكثير من التقدير لأحد أبناء هذا الشعب البررة". والتقط آخر خيط الحديث ليؤكد أن تسمية شارع رئيسي في طنجة باسم اليوسفي تكريم للرجل، ودرس لرئيس الحكومة الحالي. وقال معلقون ربطوا بين تسمية شارع رئيسي في عروس الشمال باسم اليوسفي، وبين الضجة التي أثارتها ما سميت إعلاميا "تجزئة خدام الدولة"، إنه "يكفي اليوسفي شرفا وفخرا أن الملك انتصب يصفق له كأحد خدام الوطن، في حين يقف المغاربة محتجين ضد تفويت بقع ل"خدام الدولة"". في المقابل ظهرت تعليقات محتشمة تدعو إلى تسمية بعض شوارع مدن المملكة باسم بنكيران، وقال أحمد: "نريد شارعا باسم بنكيران، لأنه رئيس أقوى حكومة في المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم"، واصفا إياه بأنه "قاهر التماسيح والعفاريت التي تقوم بتشويه سمعته كل يوم".