سجل متابعون تجنب الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، إلى حدود مساء اليوم الأحد، الإشارة إلى عبارة وردت في خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى 17 لتربعه على عرش أسلافه العلويين، تنتقد بشكل واضح مطلقي تصريحات تمس بحرمة ومصداقية المؤسسات. ونشر موقع "حزب المصباح" خمس قصاصات مواكبة لفحوى خطاب العرش، الأولى عن "تنويع المغرب لشركائه"، والثانية عن "إشادة الملك بفعالية الأمن"، والثالثة بخصوص "تقدم المغرب رغم الإكراهات"، والرابعة حول دعوة "الأحزاب إلى توفير مرشحين تتوفر فيهم الكفاءة والنزاهة"، وخامسة حول "محاربة الفساد". ولم يُشر موقع حزب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من قريب أو من بعيد إلى الانتقادات الحازمة التي وجهها الجالس على عرش المملكة إلى مطلقي تصريحات تسيء إلى المؤسسات، في تلميح إلى المؤسسة الملكية، وهو ما فسره الكثيرون بترجمة ل"الغضبة الملكية" على بنكيران. وراجت بقوة مؤخرا في وسائل الإعلام، وفي الكواليس السياسية، أن الملك "غاضب" على رئيس الحكومة، بعد تصريحاته في تجمع حزبي تحدث فيه عن وجود دولتين داخل الدولة المغربية؛ "دولة رسمية يرأسها جلالة الملك، ودولة ثانية لا نعرف من يقودها، ولا من أين تأتي قراراتها، ولا من أين تأتي تعييناتها"، حسب تعبيره. وتجاهل الموقع الناطق باسم "إخوان بنكيران" العبارة الواردة في الخطاب الملكي: "ما يبعث على الاستغراب، أن البعض يقوم بممارسات تتنافى مع مبادئ وأخلاقيات العمل السياسي، ويطلق تصريحات ومفاهيم تسيء إلى سمعة الوطن، وتمس حرمة ومصداقية المؤسسات، في محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين". واكتفى موقع "المصباح" الذي نقل التسجيل المرئي للخطاب التلفزي من القناة الأولى، بالتطرق في أحد مواده المواكبة للخطاب الملكي إلى "دعوة الملك الأحزاب السياسية إلى تقديم مرشحين تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة وروح المسؤولية والحرص على خدمة المواطن"، لكنه "قفز قفزا" على العبارة التي أكد مراقبون أنها موجهة ضمنيا إلى رئيس الحكومة. وكان بنكيران رد على "الغضبة الملكية" في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني لشبيبة "المصباح" بأكادير، يوم الأحد الماضي، بقوله: "غضبة الملك علي بيني وبين سيدنا"، وأردف: "غير بعدو مني خليوني أنا وسيدنا ماشي شغلكم نتوما، إلى كان سيدنا غضبان علي وقال لي نمشي، والله ما نزيد معاكم دقيقة". وفيما غابت نقاشات أنصار وشبيبة "البيجيدي" على غير العادة بشأن "تقريع" الملك لمطلقي تصريحات تمس المؤسسات لغايات انتخابية، اهتموا أكثر بتصريحات بعض قياديي الحزب الذين انبروا إلى مهاجمة ما سموه "التحكم" في المشهد السياسي والحزبي بالمملكة. وتوقف أنصار الحزب الحاكم عند تصريحات مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي وصف حكومة بنكيران ب"حكومة الإنقاذ سياسيا واقتصاديا"؛ بينما أكد عبد العزيز العماري، الوزير المكلف بالعلاقات بالبرلمان والمجتمع المدني، أن "التحكم خطر على المؤسسات والوطن ويهدد وجودهما".