أثنى الخبير العسكري الفرنسي المتخصص في الذكاء الاقتصادي، آلان جويي، على الطريقة التي يتعامل بها المغرب مع موجة الهجرة البشرية القادمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء ومن سوريا، معتبرا أن المسؤولين في الرباط نجحوا إلى حد بعيد في احتوائها على كافة المستويات، ونجحوا في ضمان الأمن الحدودي للمغرب بالرغم من تنامي ظاهرة الهجرة. وأشار جويي، الذي شغل منصب مدير الاستعلامات بالمخابرات الفرنسية في نهاية سنة 2002 والمسؤول الأعلى عن الذكاء الاقتصادي لدى رئيس الوزراء الفرنسي، إلى أن "المغرب نجح في التحكم في الأفواج البشرية التي جاءت من إفريقيا، كما نجح في استيعاب المهاجرين القادمين من سوريا، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي". وأفاد المسؤول ذاته، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي لتقديم برنامج منتدى أمن إفريقيا الذي ستحتضنه الدارالبيضاء الشهر المقبل، أن المغرب واجه ظاهرة الهجرة بثبات منذ سنوات، وتمكن من تدبيرها على صعيد الأمن الحدودي، قائلا في هذا الشأن: "أبدى المغرب حكمة كبيرة في التعامل مع الأمواج البشرية القادمة من إفريقيا على وجه الخصوص، ومنحهم إمكانية الاستقرار على ترابه". وأشاد العسكري والخبير الفرنسي بالخبرة التي راكمها المغرب في مجال أمن الحدود، وقال: "المغرب أضحى بلدا رائدا في مجال أمن الحدود وتهريب الأموال والتحكم في الهجرة، في وقت يشهد فيه العالم تزايدا في ظاهرة الهجرة الاقتصادية والسياسية والمناخية". واعتبر أن المغرب يظل بلدا متميزا على الصعيد الإفريقي في كل ما يتعلق بأمن الحدود والتدفقات المالية والهوية الرقمية، التي ستشكل المحاور الرئيسية للمنتدى الإفريقي حول الأمن بالدارالبيضاء، الذي سيعرف مشاركة خبراء وباحثين ومتخصصين في الدفاع والأمن، وجامعيين وأصحاب القرار ومسؤولين في الدول والحكومات المعنيين بإشكالية الأمن، من إفريقيا وأمريكا وأوربا. وسيعمل هؤلاء الخبراء على طرح الإشكاليات الجديدة التي تواجهها المقاولات والمجموعات الاقتصادية الكبرى في مجال الأمن الاقتصادي والمعلوماتي، حيث قال المنظمون إن هذا المنتدى الإفريقي سيشكل مناسبة سانحة لإطلاق تفكير مبتكر وناجع حول الإشكاليات المرتبطة بالأمن.