ينظم مركز البحوث والدراسات الجيو استراتيجية (أتلانتيس)، يومي 12 و 13 أكتوبر القادم بالدار البيضاء، منتدى حول موضوع "أمن الحدود، التدفقات المالية والهوية الرقمية" (أفريكا سيكيريتي 2015)، بشراكة مع المنتدى الدولي لتكنولوجيات الأمن (فيتس). وقال الرئيس المؤسس ل(أتلانتيس) إدريس بنعمر، في ندوة صحفية نظمت اليوم الجمعة بالدار البيضاء، إن هذا المنتدى، الذي سيحضره خبراء في الأمن يمثلون عشرين بلدا إفريقيا وأوربيا وأمريكيا، وباحثون متخصصون في الدفاع والأمن، وجامعيون وأصحاب القرار، سيناقش إشكاليات الأمن بمختلف أشكالها، وسيتميز بتعبئة العديد من المؤسسات الوطنية والدولية المعنية بهذه المواضيع.
واعتبر موضوع المنتدى من الأهمية بمكان، نظرا لكون قضية الأمن تعد من الإشكاليات الدولية الكبرى المطروحة للنقاش حاليا، ذلك أنه يتصل ب "تنقل الشعوب والنزاعات وانعدام الأمن بشكل عام، وكل ما يترتب عن هذه الإشكالات المتسببة في كوارث إنسانية تزعزع أمن واستقرار العالم في الوقت الراهن".
وأوضح أن اختيار المغرب لاحتضان هذا المنتدى الهام، تبرره التجربة القيمة التي تتوفر عليها المملكة في المجال الأمني وما راكمته من خبرة في هذا الشأن، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي الهام كبوابة نحو أوربا بالشمال ونافذة مطلة على باقي بلدان القارة الإفريقية بالجنوب، ولدورها في مكافحة الإرهاب وتهريب البشر والأموال والمخدرات.
وقال ألان جويي، رئيس المنتدى الدولي لتكنولوجيات الأمن (فيتس)، المتواجد مقره بفرنسا، إن إفريقيا تعيش اليوم تحولات عميقة، ديموغرافية واقتصادية ومناخية، وأنها مدعوة أكثر من أي وقت مضى للتفكير مليا في تعزيز الأمن والسلامة على مختلف المستويات لضمان الاستقرار، إذ أنها "مطالبة بتوفير الأمن الاقتصادي (الشغل والغذاء) والبيئي (مكافحة ظاهرة دفن النفايات السامة في أراضيها والوقوف في وجه عصابات تهريبها من الغرب)، وتعزيز أمنها في الحدود، أي عند البوابات البحرية والجوية والبرية، لمنع تسلل الإرهابيين والمهربين والمجرمين بمختلف أصنافهم".
وتابع في هذا الصدد "سيشهد العالم في السنوات المقبلة أنواعا من اللاجئين، منهم لاجئون سياسيون، وآخرون اقتصاديون ولاجئون بيئيون"، مشيرا إلى أن "عالم الإجرام أصبح متداخلا بشكل أوتوماتيكي، وعلينا أن نمنعه من أن يصبح له سلطة قوية".
ولم تفته الإشارة إلى أزمة المهاجرين المطروحة بحدة في الوقت الراهن. ونوه بهذا الخصوص بتجربة المغرب في معالجة تدفقات الهجرة القادمة من الجنوب وتحكمه في عمليات المراقبة عند الحدود ومواكبة مطاراته لمعايير الأمن والسلامة المعمول بها دوليا.
كما أبرز جويي الدور الهام للتكنولوجيا التي "قلبت في السنوات الأخيرة كل الموازين"، وأصبحت لها فعالية في تحديد هوية الأشخاص وتوفير المعلومات اللازمة وتحليل المعطيات البيو مترية وتبادلها عبر الحدود.
ومن جهته ، أوضح سعيد الهواري، المستشار بمركز البحوث والدراسات الجيو استراتيجية (أتلانتيس)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخبراء الذين سيشاركون في هذا المنتدى الأول من نوعه في المغرب، والذي سينظم كل سنة، سيناقشون مواضيع ذات صلة بأمن الحدود والإرهاب والتهريب بمختلف أصنافه واللاجئين والهوية الرقمية (جوازات السفر وبطاقات التعريف) وما تطرحه من مشاكل معقدة لتحديد هوية اللاجئين الحقيقيين والتمييز بينهم وبين الإرهابيين والمهربين وغيرهم من المجرمين.
وتابع أن الهدف من منتدى "أمن الحدود، التدفقات المالية والهوية الرقمية"، يتجلى في إطلاق تفكير حول الإشكالية المرتبطة بالأمن، ليس فحسب على مستوى الدول ، وإنما أيضا على مستوى المقاولات الكبرى التي تعاني بدورها من نفس المشاكل، وذلك بغية الخروج بخارطة طريق يمكن للبلدان المشاركة في منتدى (أفريكا سيكيريتي 2015) أن تستعملها لتأمين حدودها بصفة عامة".