تستوقف زائر مدنية الداخلة ، سواء كان عابر سبيل أو سائحا، الاستعدادات الجارية على قدم وساق لجعل مدينة الداخلة تبدو في أبهى حلة استعدادا لاحتضان فعاليات منتدى "كرانس مونتانا" الدولي. فالأعلام الوطنية ترفرف في كل الأمكنة ولافتات المنتدى تزين الشوارع الرئيسية والطرقات إيذانا بقرب انطلاق فعاليات هذا المنتدى الذي سيفسح المجال للمسؤولين وصناع القرار وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية ومسؤولي المؤسسات المالية العالمية للتداول بشأن الإشكاليات الكبرى للتنمية في إفريقيا والتعاون جنوب جنوب. كما تدب حركة غير عادية في شوارع المدينة وأسواقها وجل مرافقها، فالكل معبأ لإنجاح الحدث وإبراز التقدم الذي حققته الأقاليم الجنوبية للمملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمشاريع الهامة والمهيكلة التي أنجزت بهذه الأقاليم وحولتها إلى وجهات سياحية مميزة وفريدة من نوعها. واعتبر عدد من ساكنة المدينة الذين التقتهم وكالة المغرب العربي للأنباء، أن حصول مدينة الداخلة على شرف تنظيم هذا الحدث الهام يعكس الثقة التي تحظى بها الأقاليم الجنوبية للمملكة باعتبارها منطلقا لإقلاع اقتصادي واجتماعي حقيقي ورافعة للتعاون جنوب جنوب والمكانة التي أضحى يحتلها المغرب على المستويين الإقليمي الدولي باعتباره أرضا للسلام والاستقرار والرخاء. وأضافوا أن المنتدى، علاوة على إسهامه الفعال في التعريف بخصوصيات المنطقة ومؤهلاتها الثقافية والاقتصادية والتنموية، سيشكل مناسبة للتعريف بوجهة الداخلة السياحية والإمكانيات الهائلة التي تزخر بها وطرح مواضيع سوسيو – اقتصادية بالغة الأهمية بالنسبة لسكان الأقاليم الجنوبية لتمكينها من أن تصبح أداة جذب لفرص الاستثمار ونقطة ارتكاز للتعاون جنوب جنوب. يذكر أن منتدى كرانس مونتانا، الذي ينعقد في مدينة الداخلة من 12 إلى 14 مارس الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب- جنوب"، سيناقش عددا من القضايا الاقتصادية والتنموية في القارة الإفريقية. وسيحضر الجلسة الافتتاحية للمنتدى عدد من كبار المسؤولين من المغرب ومن عدد من الدول الإفريقية، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، وخبراء اقتصاديون، ورجال أعمال من دول مختلفة. وسيتم في إطار هذا المنتدى عقد دورة خاصة حول إنشاء "نادي إفريقيا الأطلسية" واجتماع منتدى النساء الإفريقيات، وتسمية القيادات الشابة الجديدة لمنتدى كرانس مونتانا، إضافة إلى توزيع جوائز المنتدى لعام 2015. ويبحث المشاركون في المنتدى عددا من المواضيع من بينها "التنمية الاقتصادية في إفريقيا وتعزيز التعاون جنوب-جنوب"، و"سياسة المغرب في مجال التعاون الإفريقي" و"التدبير الجيد للموارد الطبيعية في إفريقيا" و"تحديات الثورة الرقمية في العالم وفي إفريقيا". كما يسلط المنتدى الضوء على مواضيع تهم "تنمية الصناعات البحرية في إفريقيا" و"الأمراض والأوبئة العابرة للحدود ومخاطرها على الصحة العمومية" و"تطوير الصناعات الزراعية والغذائية والصيد البحري في إفريقيا" و"تطوير القطاع المالي والبنكي في إفريقيا" و"النهوض بالصناعات السياحية في إفريقيا" و"العناية بالطاقات المتجددة في إفريقيا" و"تعزيز الحوار بين إفريقيا ودول المغرب العربي و أوروبا" و"قضايا التربية والشغل والشباب في إفريقيا".