"يتطلب تأمين مبارايات البطولة الوطنية لكرة القدم تسخير 120.000 شرطي (بمعدل يومي يصل إلى 3365 رجل أمن و454 عنصرا لكل مباراة) فيما تستدعي مقابلات الديربي ومباريات القمة نشر ما لا يقل عن 2000 شرطي" أضحى الشغب الرياضي ظاهرة مجتمعية قائمة الذات ومعطى واقعيا يتكرس بملاعبنا ومحيطها بوتيرة متزايدة خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة جديدة ودخيلة على ممارستنا الرياضية أفرزتها مؤثرات خارجية كالعولمة، ولها مسببات أخرى أيضا تتداخل فيها الأسرة والمدرسة ووسائط الإعلام (مواقع التواصل الاجتماعي) ومدى جاهزية وملاءمة المنشآت الرياضية وكذا الوضعية الاجتماعية التي تغدي الجموح التلقائي للجماهير من أجل التعبير عن رفضها لواقع معين. فقد تحولت المنافسات الرياضية في بلادنا من مناسبات احتفالية للاستمتاع والترفيه وللترويح عن النفس لا يتطلب تدبيرها سوى إجراءات تنظيمية خفيفة، إلى مواعيد يحسب لها ألف حساب، يتطلب التحضير لها تدابير استثنائية وإجراءات أمنية ولوجيستكية مكلفة ومعقدة؛ مما يجعلها تشكل تحديا جسيما بالنسبة لكافة المتدخلين لاسيما الجهاز الأمني. في هذا الإطار نورد مداخلة عميد الشرطة الممتاز بولاية أمن أكادير "الدروي الطيبي"، ضمن فعاليات الندوة التحسيسية التي انعقدت يوم الجمعة 27 فبراير المنصرم بقاعة العروض بنيابة وزارة الشباب والرياضة بعاصمة سوس، والتي نظمها فرع أكادير للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين تحت شعار "ظاهرة الشغب بالملاعب الرياضية: الأسباب والعواقب وسبل الحد منها" بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين والمهتمين.