أكد الخبير الدولي في مجال الطاقة، مصطفى العياطة أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن مشروع الطاقة الشمسية والريحية والكهرومائية بالمغرب يعتبر نجاحا على الصعيد الإقليمي والعالمي. وأوضح الخبير، الذي نشط ندوة حول محور "التحول الطاقي ..أية تحولات بالنسبة للمغرب''، الذي يندرج في إطار الدورة الرابعة للمعرض الدولي للطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية "سولير إكسبو المغرب" المنظم ما بين 25 و27 فبراير الجاري بمركز المعارض التابع لمكتب الصرف، أن المغرب، الذي أطلق مشاريع كبرى متعلقة بالطاقة الريحية والكهرومائية والشمسية، أصبح معها ليس فقط بلدا رائدا في المنطقة بل على مستوى العالمي في هذا المجال. وتابع أن المملكة ببنائها لمحطة الطاقة الشمسية بورزازات، أصبحت تتوفر على أكبر محطة في العالم، التي ستبدأ في توليد الكهرباء لفائدة الشبكة الوطنية في شهر غشت المقبل، مضيفا أن المغرب منخرط في هذا الاتجاه لتأمين التزود بالطاقة، والحد من الاعتماد على الطاقة من الخارج والمساهمة في المحافظة على البيئة. سينتج المغرب ألفين ميجاوات من الطاقة الشمسية سنة 2020وأوضح أنه في أفق سنة 2020، سينتج المغرب ألفين ميجاوات من الطاقة الشمسية، ونفس الكمية من الطاقة الريحية وأخرى من الطاقة الكهرومائية، وهو ما يمثل 42 في المائة من قوة الطاقة الموجودة بالمغرب. وأضاف أن هناك أيضا "ديزيرتيك''، مشروع طاقي بيئي كبير، يعتزم استغلال الإمكانات الطاقية لصحاري شمال إفريقيا والشرق الأوسط للتزود المستدام للمناطق المجاورة (خاصة أوروبا) بالطاقة الكهربائية الخضراء. وأبرز الخبير، التجربة المغربية في مجال الطاقات المتجددة بشكل عام وفي ميدان الطاقة الشمسية على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن المملكة لديها شبكات تحت البحر مع إسبانيا لتصدير الكهرباء الخضراء إلى هذا البلد الأوربي وكذا إلى فرنسا وألمانيا. ينبغي تشجيع إقبال بلدان الجنوب على الطاقات المتجددة ومن جانبها، أكدت مديرة مكتب اللجنة الاقتصادية لشمال إفريقيا التابع للأمم المتحدة، كريمة بونمرة بن سلطان، التي تمحورت مداخلتها حول ''التعاون بين بلدان الجنوب لتعزيز الطاقات المتجددة"، أنه ينبغي تشجيع إقبال بلدان الجنوب على الطاقات المتجددة. وأشارت إلى أن بلدان الجنوب، خاصة بإفريقيا، تعرف تأخرا كبيرا فيما يخص الولوج إلى الطاقة، بما فيها البلدان المنتجة للنفط، مشيرا إلى أن القدرة الإنتاجية غير كافية لتلبية الاحتياجات فضلا عن أنها انخفضت خلال السنوات العشرين الماضية. وأوضحت أن استهلاك الطاقة يظل جد منخفض، والانقطاعات المتكررة للكهرباء فضلا عن ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، خاصة بسبب ضعف الأسواق واستخدام تقنيات تكنولوجية غير فعالة، مشيرة إلى أن غالبية الإنتاج تأتي من الفحم. ولمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية والحفاظ على البيئة، أكدت بن سلطان على ضرورة مكافحة إزالة أشجار والتصحر، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.وخلصت إلى أن المغرب، الرائد في مجال الطاقة الخضراء، يمكن أن تشكل خبرته وتكنولوجياتها الخضراء إضافة للبلدان الإفريقية . ويشارك في المعرض الدولي للطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية "سولير إكسبو المغرب"، 80 عارضا يمثلون كلا من الصين وتركيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والدنمارك وليكسمبورغ وهولندا إلى جانب المغرب.ويضع المعرض بين يدي الزوار، الذين من المرتقب أن يصل عددهم خمسة آلاف زائر، على مدى ثلاثة أيام، ندوات علمية وعروض حول آخر المستجدات في قطاع الطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية بالمغرب وإفريقيا.ويتضمن برنامج المعرض، تنظيم منافسة جامعية للأبحاث والابتكار تهدف إلى مكافأة أفضل أعمال البحث والابتكار المنجزة من طرف الطلبة الدكاترة والمهندسين، فضلا عن تنظيم ندوات علمية للتفكير حول القضايا الطاقية الشمسية والخاصة بالنجاعة الطاقية، وكذا لتعميق التفكير في الطاقة الشمسية وتبادل الخبرات الناجحة، وعقد مائدة مستديرة تتناول على الخصوص التقنيات الحديثة والصعوبات والعراقيل الواجب التغلب عليها.