دعا المشرعون الإسبان حكومتهم للاعتراف بفلسطين كدولة، لكن فقط حين يتوصل الفلسطينيون وإسرائيل لحل من خلال التفاوض لصراعهم المستمر منذ عقود. وحصل القرار الرمزي الذي يحاكي إجراءات الشهر الماضي في بريطانيا وأيرلندا على دعم جميع الجماعات السياسية في المجلس. وكانت مصادر من الحزب الشعبي الذي يشكل الأغلبية داخل البرلمان الإسباني، وأخرى من الحزب الاشتراكي، قد أشارت إلى أن المفاوضات جارية للتوصل إلى نص مشترك في هذا الصدد، فيما تؤيد الحكومة إحراز تقدم في هذا الملف، بحسب ما أكده وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو. وتنص المذكرة التي قدمتها المعارضة الاشتراكية وخضعت لمفاوضات بين مختلف الأحزاب على أن الاعتراف "يجب أن يكون نتيجة مفاوضات بين الأطراف"، وتدعو الحكومة إلى القيام بعمل "بالتنسيق" مع الاتحاد الأوروبي. ترحيب فلسطيني ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان حصلت "العربيت.نت" على نسخة منه، بإقرار البرلمان الإسباني للمذكرة التي تدعو الحكومة الإسبانية إلى الاعتراف بدولة فلسطين. وعبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني "عن شكر وتقدير القيادة الفلسطينية لمملكة إسبانيا وأحزابها السياسية، خاصة التي عملت على إقرار هذه المذكرة الهامة والتاريخية"، معتبراً أن "هذا الاعتراف يشكل موقفاً تاريخياً متقدماً تسجله المملكة الإسبانية الصديقة في مسيرة علاقات الصداقة الثنائية مع الشعب الفلسطيني". وذكر البيان أن هذا الاعتراف يأتي نتيجة للحراك السياسي والدبلوماسي والشعبي الذي تقوم به الخارجية الفلسطينية من خلال سفارات دولة فلسطين في الخارج، لإنجاز اعترافات متتالية بالحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة، وأيضاً من خلال تواصل سفارة دولة فلسطين لدى إسبانيا مع الأحزاب والمؤسسات والكنائس، والشخصيات السياسية والأكاديمية والدينية الاعتبارية في المجتمع المدني في إسبانيا، لخلق رأي عام داعم لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولتة المستقلة. وكان مجلس العموم البريطاني، صوت الشهر المنصرم بأغلبية كاسحة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، حيث تبنى النواب البريطانيون بشكل رمزي المذكرة التي تدعو الحكومة البريطانية إلى الاعتراف بدولة فلسطين، كمساهمة في تأمين حل تفاوضي مبني على مبدأ الدولتين. صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلت في السابق عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين كبار، قولهم إن دولاً أوروبية تهدد باتباع خطوة السويد في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما لم يتم اتخاذ خطوات لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.