قبل سنوات خلت؛ فتحت شركة التأمين الصحية الهولندية "أخيس" فرعا لها بمدينة الدارالبيضاء من أجل تقديم الخدمات الصحية لزبنائها المقيمين بالمغرب، وللمنخرطين في الشركة المذكورة أثناء زيارتهم للمغرب. عندما قامت "أخيس" بهذه المبادرة اعتبرت جد إيجابية بالنسبة لمجموعة من المغاربة المقيمين بهولندا الذين اختاروا المغرب للاستقرار الدائم بعد أن بلغوا سن التقاعد، أو حتى للمغاربة الذين قضوا جزءا من حياتهم بهولندا ويريدون قضاء عطلهم بالمغرب، حيث أنّ "أخيس" لم تقم بما قامت به إلا بعد دراسة الموضوع من كل جوانبه، مستنجة أن هذا الفعل سيدر عليها أرباحا بالمحافظة على زبنائها الكثر. وعندما أنشأ هذا المكتب بالدارالبيضاء ارتفعت أصوات في هولندا وفي المغرب لتسجيل الملاحظات ممن لهم صلة بشركة التأمين المذكورة بغية خلق تمثيلية للشركة في مكان أكثر مناسبة ويعرف تواجد أكبر عدد من الجالية المغربية. ومن المعروف أن أكبر جالية مغربية تقيم بهولندا هي منحدرة من شمال المغرب، وبالضبط من الأقاليم الثلاث الناظور، والحسيمة، وتازة.. ما يستدعي فطنة المسؤولين الهولنديين لتوفير تمثيلية بهذه المدن بالنظر للصعوبات الكثيرة المرافقة للوصول إلى الدارالبيضاء بحكم طول المسافة وكبر عمر أغلب المستفيدين والأوضاع الصحية الحرجة التي يتواجدون ضمنها، زيادة على مشكل التواصل الكامن في كون أغلب المستفيدين لا يتقنون إلا الهولندية والأمازيغية.. وبعد تلك الأصوات المنادية بنقل مكتب "أخيس" لمدن الشمال، ظهر أن المسؤولين عن "أخيس" قد فهموا بأن شمال المغرب يعنى به طنجة، أو هكذا فسر لهم الأمر، ففتحوا تمثيلية جديدة بطنجة، وهذه خطوة جيدة غير كافية.