ناظور24 / هيسبريس اعتبر محمد يتيم النائب الأول لرئيس مجلس النواب، أن اختيار أغلبية الاسكتلنديين البقاء تحت سيادة المملكة البريطانية على الاستقلال بعد استفتاء ديمقراطي، يبيّن بشكل واضح "من حيث المعنى والدلالة" أن التوجه العام عند الشعوب والأمم الراقية والديمقراطية هو اختيار الوحدة والائتلاف والبقاء ضمن إطار دول كبرى، لأن الناس في نظره يدركون أن مصالحهم وقوة بلادهم تكمن في ذلك. وأضاف يتيم في تصريح لهسبريس أن الفكرة التي ذهب إليها أكدها سابقا استفتاء منطقة الكيبيك بكندا، وأكدها قبل أيام الاستفتاء في اسكتلندا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق باستفتاءات ديمقراطية لشعوب وصفها بالمتحضرة وغير المحكومة بتطلعات بعض الشخصيات للزعامة والسلطة والكراسي ولو على كيانات ضعيفة ومجزأة وفاقدة لمقومات القوة الاقتصادية والسياسية والديموغرافية كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة العربية، حيث "لا يزال منطق التفتيت والتجزئ وتقسيم المقسّم هو التوجه العام" على حد تعبير القيادي في حزب العدالة والتنمية. وفي مقارنة واضحة مع الوضع في المنطقة المغاربية، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب "إنه لا يوجد في اسكوتلندا تدخل دولي أو إقليمي أو دولة جارة معاكسة تستخدم ورقة الانفصال في دولة مجاورة لتحقيق أطماع توسعية ولم يتم صناعة منظمة انفصالية من نظام عسكري"، لذلك كانت في رأيه عملية الاستفتاء باسكتلندا عملية ديمقراطية مبنية على أسس ديمقراطية قبلت جميع الأطراف نتائجها. وأكد يتيم أن الأهم بالنسبة إليه من نتائج الاستفتاء المذكور، أن التوجه الساحق لشعب "واعي وحريص على مصلحته" وغير خاضع لطموحات و"نزعات شوفينية" أيّد الوحدة على الانفصال وأكد أن الخيار الأكثر عقلانية اليوم هو اختيار الوحدة والأندماج ضمن تكتلات كبيرة، مع تعزيز مشاركة المواطنين من خلال الحكم الذاتي الذي يجمع ايجابيات التكتل ويحقق مشاركة المواطنين. وخلص النائب الأول لرئيس مجلس النواب، في تعليقه على الاستفتاء الاسكتلندي وإسقاطاته على المنطقة المغاربية وعلى مشكل الصحراء المغربية، إلى أن منطق العقل ومنطق المصلحة ومنطق الاستقرار ومنطق الديمقراطية يقول أن الوحدة هي الأفضل، مشيرا إلى أن هناك فرق كبير بين استفتاءات ديمقراطية في ظل هذه الثقافة، وبين المطالبة بالاستفتاء ضمن سياقات يتعذر فيها إجراؤه والحديث عنه أو المطالبة به في سياق "التفتيت والتجزيئ والإضعاف وخدمة نزوعات هيمنية لدول محكومة بالاستبداد وواقعة تحت هيمنة جنرالات يحركون كل شيء من خلف الستار ويتحكمون في مفاصل الدولة والاقتصاد" في إشارة واضحة إلى مسؤولي الدولة الجزائرية. وكان سكان اسكتلندا قد اختاروا في استفتاء على الاستقلال أُجري يوم الخميس الماضي، البقاء تحت راية المملكة المتحدة على الانفصال عنها، وذلك بعد تصويت 55,3 في المائة منهم ضد الانفصال.