أجد نفسي مضطرا اليوم عبر هذه المقالة أن أتطرق لظاهرة مشينة ومؤسفة للغاية مسرحها السد القضائي " البراج " الذي نصبه رجال الأمن الوطني في الملحقة الإدارية السادسة ببلدية الناظور – جوار البستان - من أجل إثبات هوية المشكوك في أمرهم. ولست هنا لاستعراض كل المناظر التي يشاهدها المواطنون يوميا في هذا "السد القضائي" الذي تمر عبره سيارات مشبوهة وبدون أية وثائق ولا من يطالبها باحترام علامة "قف " التي وضعت عند الوصول إلى " البراج "، بينما نجد العكس في التعامل مع السيارات الأخرى ومنها التي تقلها عائلات الخ...، بل ما أريد أن أثيره من خلال هذه الأسطر ، هو أن تعامل بعض- ولا أقول كل رجال الأمن- العاملين في هذا "السد القضائي" مع المواطنين ، هو تعامل يخرج عن القواعد والمبادئ الأساسية لسلوك رجال الأمن ، والتي ينبغي أن تكون مستمدة من القيم الإنسانية السامية والنبيلة وبمعايير عالية للشرف والنزاهة والكفاءة والفاعلية والإنصاف والحيادية والسلوك الأخلاقي في أداء العمل الأمني ، وعاينت قبل يومين تصرفا استفزازيا غير مبرر بنفس السد لرجل أامن سبق أن عمل بشرطة المرور ثم أبعد منها لسوء تواصله مع المواطنين . فبدل من أن يكون هذا العنصر الأمني المشرف على التقاعد – يا حسرة – قدوة ونحن في شهر رمضان الكريم حيث تكون فيه الكلمة الطيبة صدقة ،أصبح عنصر مضايقة واستفزاز المواطنين وبشكل يزلزل ذلك التعزيز والترسيخ لثقة المواطنين في رجال الأمن . وأعتقد، وأمام التمادي في مثل هذه التصرفات والاستفزازات ، أن الأمر أصبح يتطلب وضع كاميرات في هذا " البراج " لتكون هي الحكم بين المتعسف عليهم من المواطنين وبعض العناصر الأمنية التي هي في حاجة إلى دورات تكوينية تعرفهم أكثر على كيفية التعامل مع المواطنين ومع الشارع بصفة عامة ، إن لم أقل إلى تزويدهم بأبجديات التعامل مادامت هذه العناصر تجهل أو تتجاهل بأنها وضعت لخدمة المواطن بالدرجة الأولى . أنا أعرف جيدا بأن مثل هذه التصرفات هي فردية ولا تحسب على أسرة الأمن ككل ، لكن لابد من الحزم والتصدي لها من طرف المسؤولين لأنه ليس من حق أحد منهم خرق القانون واعتبار القانون فوق الجميع وهو خط أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه مهما كانت المبررات،ورجل الأمن عليه أن يقيم أفضل العلاقات مع المواطنين لتعزيز الثقة في جهاز الأمن الذي نعتز ونفتخر به ، وبالتالي الانخراط في المجهودات التي تبذل على صعيد المنطقة الأمنية للناظور من أجل الحرص والمزيد من التواصل مع كل ما يطور هذه العلاقة نحو الأفضل ونبذ جميع السلوكيات التي تسيئ إليها وتحسين أساليب التعامل مع المواطنين سواء في هذا السد " البراج " أو في أماكن أخرى بيسر وسرعة من خلال التعامل القائم على احترام المواطن ومخاطبته بكل أدب ولياقة والابتعاد عن كل ما يسيئ لتلك العلاقة من تعامل استفزازي فوقي أوتأخير مصالحه او الإضرار بها.