في إطار برنامجها الشهري الذي يروم تسليط الأضواء على الأمازيغية لغة وثقافة وهوية وحضارة..نظمت جمعية باحثات وباحثي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ندوة من تأطير الأستاذة فدوى أطاع الله المتخصصة الباحثة في تكنولوجيا المعلومات والتواصل في موضوع " إدماج اللغة الأمازيغية في تكنولوجيا المعلومات والتواصل" تسيير: مريم الدمناتي بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط . وقد كانت هذه الندوة فرصة للوقوف على مجموعة من المواضيع ذات الصلة بالرقي بالأمازيغية على مستوى التكنولوجيات الحديثة وحوسبتها على غرار اللغات العالمية الأخرى.. لأن حوسبة لغة ما في الوقت الراهن سيكون رافعة أساسية للمضي بها في أمان نحو المستقبل.. فإهمال إدماج اللغة الأمازيغية وما يرتبط بها من هوية ثقافية ومعرفية في أنظمة الحوسبة وتكنولوجيا التواصل الحديثة والمعلومات سيكون له تأثير سلبي واضح عليها..وسيعجل لا محالة بسيرها نحو الإنقراض الفعلي.. وقد قدمت الأستاذة الباحثة فدوى أطاع الله خارطة طريق واضحة المعالم من أجل إنجاح حوسبة اللغة الأمازيغية حالا، مع تقديم نظرة بانورامية شاملة عن جميع المجهودات المبذولة في هذا الجانب خصوصا من طرف مركز البحث الذي تنتمي إليه داخل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية..كإدراج الكتابة بالأمازيغية بالحرف الأمازيغي الرسمي تيفناغ، وترميز محارفها حسب المعيير الدولية المعتمدة في ذلك، والحصول أيضا على الإعتراف الدولي ISO.. علاوة على إدماج الكتابة الأمازيغية في أنظمة تشغيل الحاسوب windows8 وأنظمة الهواتف النقالة، وإنجاز محرك للبحث بالأمازيغية ومحول رقمي أمازيغي متعدد الحروف وقاعدة للبيانات الإصطلاحية ونظام لتدوين النصوص الأدبية الأمازيغية.. علاوة على إنجاز قاعدة للبيانات الصوتية الأمازيغية وإنجاز أداة للتطابق لفائدة المترجمين واللسانيين، إضافة إلى إنجاز إداة لدعم الوسم الصرفي ومعجم متعدد اللغات مرفوق بالصوت والصورة ودعامات متعددة الوسائط.. وقد استعرضت الباحثة أيضا جملة من المشاريع التقنية الكبيرة التي يجب الإشتغال عليها في هذا الجانب والتي سيكون لها دور فعال في الإرتقاء بحوسبة الأمازيغية وإلحاقها باللغات المحوسبة بشكل جيد.. ومنها مثلا المشاريع المرتبطة بالتحليل الآلي للغة الآمازيغية كالتدقيق الإملائي وتحليل النصوص، وتحضير دلائل النصوص والبرامج الخاصة بالترجمة الآلية من وإلى الأمازيغية.. وذهبت الباحثة الأمازيغية إلى التعبير عن ثلة من الإشكاليات التي تقف أمام تسريع وثيرة حوسبة اللغة الأمازيغية وإلحاقها باللغات الأكثر حوسبة وولوجا إلى عالم المعلومات والإتصال خصوصا على مستوى تطعيم كل البرامج والأنظمة المنجزة الآن أو مستقبلا بالمتون المعجمية والأدبية الخاصة باللغة الأمازيغية بجميع فروعها وتنوعاتها..هذا العمل الذي يشكل في الحقيقة النواة الرئيسية والأساسية لنجاح مسلسل حوسبة الأمازيغية.. فبدون هذا التطعيم لن تؤتي الأداة التكنولوجية، وإن كانت متقدمة جدا، أكلها كما هو منتظر.. وأكدت أن تطعيم بعض البرامج بالنصوص الأمازيغية يعرف إشكالات حقيقية نظرا للبطء الشديد الذي تتسم به المساطر الإدارية علاوة على النقص المهول في الموارد البشرية الكفيلة بالقيام بهذه العمل الضخم.