أحيل يوم السبت الماضي على النيابة العامّة، قبل استخلاص أمر بالاعتقال الاحتياطي ضمن فضاء السجن المحلّي بالنّاظور، لثلاثة أفراد منتمين لشبكة من صغار المروّجين لمخدّر الهيروين كانوا قد أوقفوا قبل يومين من ذلك بحي ترقاع والحي المدني "بوبلاو" في إطار الجهود المبذولة للحد من توفير التموين اليومي للمدمنين. وقد تمّ تفكيك الشبكة المذكورة بعد اعتقال "ب.خ" ذي الست وعشرين سنة، والذي غادر السجن مؤخّرا بعد قضائه لعقوبة سجنية من أجل الاختطاف، حيث تمّ حجز عدد مهمّ من الجرعات التي كان يقوم بترويجها، إذ أفضى الاعتقال والشروع في مساطر الاستماع إلى إثارة اسمين اثنين دوهما بالحي المدني، غير بعيد من شارع المستشفى. وسقط إلى جانب "ب.خ" كل من "سعيد" ذي الاثنين وثلاثين سنة، والذي حاول التخلص من عشرين جرعة كانت بحوزته عبر إلقائها بقناة صرف السائل بالمرحاض، دون أن يفلح في مسعاه بعد فطن رجال الشرطة القضائية لخطّته، إضافة لاعتقال ضنين آخر قام بابتلاع الجرعات التي كان يسوّقها، ما استدعى نقله إلى المستشفى الحسني الإقليمي لاستخراجها باللجوء إلى عملية غسل معديّ نجحت في استنباط المخدّر المبتلع. الملفت في هذه العمليات هو العجز المسجّل عن وضع اليد على كبار البارونات المتحكّمة في سوق الهيروين، والمعتبر كهدف أساس لاستراتيجية عمل أمنيي النّاظور، حيث تتمكّن هالة التعتيم التي يعتمدها كبار المروجين في إخفاء هوياتهم، وهو الإخفاء الذي يسهم فيه عدم بوح صغار المروجين الموقوفين بأسماء الكبار لما يشكله ذلك من تهديد لهم ولذويهم.