ما زال حلم الولوج إلى سوق الشغل لم يداعب عقول العاطلين عن العمل في المغرب، الذين استنفذوا كل أشكال الاحتجاج المعروفة، والتي كانت سببًا في تعرضهم لإصابات خطرة على يد قوات الأمن، ما زالت أجسامهم تحمل آثارها. وتتضاعف حدة المشكل بالنسبة لأعضاء المجموعة من النساء، اللواتي يشاركن الرجال مراحل النضال خطوة خطوة على قدم المساواة. وعلى الرغم من تسجيل انخفاضات في معدلات البطالة، إلا أن أعداد هذه المجموعة في تزايد، بعد تخرج كل فوج جديد مع نهاية الموسم الدراسي. وقالت اللجنة المغربية العليا للتخطيط إن النمو في الدخل الزراعي ساهم في تعزيز فرص العمل في المناطق الريفية بالمغرب خلال الربع الثاني من العام ليوازن انخفاضًا في العمالة الصناعية نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي. وأضافت اللجنة، في بيان لها، أن المعدل الإجمالي للبطالة انخفض من 9.6 في المئة في الربع الأول من العام إلى ثمانية في المئة. وتتوقع الحكومة ارتفاعًا قياسيًا في حصاد الحبوب يصل إلى نحو عشرة ملايين طن هذا العام بسبب الطقس الملائم للمحاصيل. والدخل الزراعي متقلب في المغرب شبه الجاف. وزادت الوظائف في قطاعات الزراعة والغابات والمصايد بنحو 196 ألف وظيفة في تعويض لفقدان 116 ألف وظيفة في عام سابق. وفقد القطاع الاقتصادي نحو 7000 وظيفة. وأضاف قطاعًا التشييد والخدمات 40 ألفًا و11 ألف وظيفة على التوالي، وهو أقل من الأعوام السابقة في دلالة على أن الركود لدى شركاء المغرب الرئيسين في التجارة يضر بأنشطة العمل والاستثمار. غير أن الواقع شيء آخر، إذ كشفت مصادر مطلعة، أن مجموعة العاطلين عن العمل تستعد لتنفيذ برنامج احتجاجي مبكر، سيبدأ من شهر رمضان المقبل، الذي سيتزامن مع الأسبوع الأخير من شهر غشت الجاري. وذكرت المصادر أن العاطلين عن العمل وضعوا سلسلة خطوات مبدئية، قد يطرأ عليها تعديل مع حلول شهر رمضان، مشيرة إلى أن برنامجها سيكون أكثر تصعيدًا. وقال عبد الله مجدي، عضو المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات في المغرب، "نحن نناضل على مستوى الفروع، وقد ننظم حركات احتجاجية إما في مدينة الرباط أوز غيرها بقرار وطني".وأضاف عبد الله، في تصريح صحفي ، "نحن لدينا مطالب موزعة على شقين، الأول ديمقراطي والثاني مادي، إلى جانب مجموعة من المطالب الأخرى"، مشيرًا إلى أن "المقبل بالنسبة إلينا سيتحدد في المستقبل". وأشار إلى أنه جرت مراسلة بعض الوزارات بخصوص مباريات تعيين يتم إجراؤها، ويقصون منها، مبرزًا أن "بعض هذه المراسلات لم تجد طريقها إلى المعنيين بالأمر". وتتمثل أبرز المطالب في فتح حوار مركزي مع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات من العاطلين عن العمل في المغرب على أرضية مذكرتها المطلبية، والاعتراف القانوني بالجمعية الوطنية، ورفع سن ولوج الوظيفة العمومية، وإلغاء الفرز القبلي في المباريات وولوج مراكز ومعاهد التكوين، وحل ملف الحالات الاجتماعية، وفتح حوار مع الفروع وتنفيذ الوعود. يشار إلى أن تقوم الحكومة بتطوير صناعات جديدة للحد من الاعتماد على الزراعة وتخفيف وطأة الفقر وتوفير المزيد من العمل للشباب في المدن الشمالية بالمغرب. وبلغ معدل النمو في القطاعات غير الزراعية 0.6 في المئة في الربع الأول، في حين كانت 7.2 في المئة في العام السابق مع تراجع الطلب على الصادرات والخدمات المغربية، وانخفاض التحويلات المالية للعاملين بالخارج.