علق المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، الذي يتبع لهيئة الأممالمتحدة، العضوية الاستشارية التي تتمتع بها اللجنة العربية لحقوق الإنسان داخل هذه الهيئة الأممية، بناء على طلب من الجزائر التي احتجت على تمثيل اللجنة من طرف المحامي الجزائري رشيد مسلي، اللاجئ بسويسرا والمطلوب من طرف العدالة الجزائرية بتهم تتعلق بما يسمى بالإرهاب. وقد اتخذ قرار التعليق، أمس الإثنين 27/06/2009، بجنيف حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية التي أوضحت أن الجزائر اتهمت اللجنة العربية لحقوق الإنسان باختيار ناطق باسمها شخصا متابعا قضائيا بتهمة "الإرهاب". ويتعلق الأمر بالمحامي المعروف رشيد مسلي الذي دافع عن قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ مطلع التسعينات، واللاجئ بسويسرا منذ سنة 2000. وتمكنت السلطات الجزائرية عن طريق ممثليتها الدبلوماسية بهيئة الأممالمتحدة بجنيف، من افتكاك موافقة لجنة المنظمات غير الحكومية بالهيئة الأممية على التماس تعليق نشاط اللجنة العربية لحقوق الإنسان، والمتواجد مقرها بباريس. وتمت المصادقة على طلبها، أمس الإثنين، بالإجماع ودون إجراء نقاش حول القضية من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، خلال اجتماعه بجنيف. وأعرب عبد الوهاب هني، الممثل الدائم للجنة العربية لحقوق الإنسان بجنيف، عن تذمره من القرار واتهم الدول الغربية بالنذالة بسبب تزكية قرار التعليق. وأدان غياب مبررات مكتوبة أدت إلى اتخاذ هذا القرار. وللتذكير أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تتراسها العالمة النفسانية الدكتورة فيوليت داغر والناطق الرسمي بها هو المفكر العربي الدكتور هيثم مناع، قد أصدرت تقريرا عن التعذيب في سجون الجزائر في ديسمبر 2007، واثار ضجة عند صدوره دفعت السلطات إلى الإنتقام من المساجين المذكورين في التقرير، وكذب فاروق قسنطيني رئيس المرصد الوطني لحقوق الإنسان الرسمي، ما ورد فيه عن طريق الإتهامات الموزعة جزافا، بأنها تعتمد على اشخاص ينتقمون فقط من السلطات القائمة. وطبعا خلال الحرب الأهلية والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي عرفتها الجزائر، قدمت اللجنة العربية ما عليها لأجل الدفاع عن المضطهدين والمساجين وضحايا العنف والمدنيين الذين يدفعون الثمن غاليا. كما أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان وقفت موقفا مشرفا من العدوان على لبنان في تموز 2006، وأيضا لعبت دورا محوريا لوقف الهجوم الشرس على قطاع غزة الأخير، وتعمل دوليا من أجل محاكمة القادة الصهاينة على جرائم ضد الإنسانية اقترفت في وضح النهار. ولعبت دورا بارزا في قضية أسير الجزيرة سامي الحاج المعتقل السابق في غوانتانامو، كما لا تزال مدافعة عن قضية الصحفي الشهير تيسير علوني... وكثير من القضايا الكبرى التي تلعب اللجنة فيها دورا محوريا ورائدا، لا ينكره إلا جاحد ولا يتجاهله إلا حقود. ولا تزال اللجنة العربية لحقوق الإنسان تشق طريقها النضالي الدولي لتحقيق العدالة الدولية بالرغم من العراقيل الكبيرة التي تعترض سبيلها.