حسين مجدوبي- مدريد: نقلت طائرة عسكرية مغربية الطفل ريان الذي توفي في اسبانيا نتيجة خطأ طبي الى المغرب، ورغم أن الأمر يتعلق بمأساة انسانية إلا أنها ارتدت مظهرا سياسيا بشأن الاختلاف حول تقييم قرار الملك محمد السادس إرسال الطائرة وعدم التدخل في حالات وقوع غرقى عندما يتعلق الأمر بضحايا قوارب المهاجرين أو ما اتُفق على تسميته ‘قوارب الموت'. في هذا الصدد، تستمر اسبانيا في متابعة وباهتمام تطورات الطفل ريان الذي توفي فجر الاثنين الماضي نتيجة خطأ طبي وجاءت وفاته بعد أسبوعين من وفاة والدته دليلة الميموني نتيجة خطأ طبي قاتل كذلك جعلها أول ضحية لأنفلونزا الخنازير. وكان الطفل قد ولد بعد عملية قيصرية قبل يوم واحد من وفاة الأم دليلة في مستشفى بالعاصمة مدريد. وبينما كان النقاش منصبا على تحديد الأخطاء الطبية، اتخذ صبغة سياسية محضة مرتبطة بالتأويلات التي تسود دائما في أي حدث يتعلق بالعلاقات المغربية-الإسبانية. وهكذا، ففي الوقت الذي تم فيه أمس الاول الخميس دفن جثمان ريان في بلدة المضيق بإقليم تطوان شمال المغرب ينطلق نقاش وجدل سياسي. فرئيسة الحكم الذاتي لإقليم مدريد، إسبرانسا أغيري عن الحزب الشعبي المحافظ أجابت حول سؤال يتعلق بمبادرة الملك محمد السادس نقل الجثمان الى المغرب على متن طائرة عسكرية خاصة أن ‘الأب هو إسباني ولد في مدريد والطفل المتوفى تعرفون أين ولد (في مدريد) وبالتالي فهذا أمر يخص الإسبان ولا دخل فيه للحكومة المغربية'. ومن خلال هذا الجواب تكون أغيري قد أعربت عن رفضها بطريقة غير مباشرة للمبادرة المغربية. أما رئيس الغرفة التجارية في مدريد سالفادور سانتوس وأحد الوجوه البارزة في الحزب الشعبي اليميني والمعروف بمعارضته للمغرب فقد أعرب عن موقف مثير عندما وصف مبادرة الملك محمد السادس ‘بالمناورة السياسية'، مضيفا في الوقت نفسه في ندوة صحافية حول الهجرة ‘لماذا لا يرسل المغرب طائرة بين الحين والآخر لنقل جثامين ضحايا قوارب الهجرة الذين يموتون غرقى؟'. كما انتقد بعض كتاب الأعمدة مبادرة ملك المغرب واعتبروها مناورة سياسية مؤكدين أنه لا يتحرك عندما يتعلق الأمر بضحايا الهجرة السرية. ولم يتأخر السفير المغربي المعتمد في مدريد، عمر عزيمان، عن الرد على هذه الانتقادات حيث نقلت عنه صحيفة الباييس ‘لا يتعلق الأمر بمناورة سياسية وإنما بمبادرة إنسانية من طرف الملك محمد السادس للوقوف إلى جانب عائلة في لحظات صعبة'، وانتقد الأصوات التي تحاول استغلال هذه المبادرة لأهداف سياسية مثل تصريحات رئيس الغرفة التجارية. وارتفعت بعض الأصوات المغربية التي تنتمي الى جمعيات عاملة في مجال الهجرة تدافع عن مبادرة الملك محمد السادس وتعتبرها إنسانية وتطالب بالفصل بين العمل الإنساني والسياسي، لكن أصواتا أخرى ترى أن الحكومة المغربية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وفيات المغاربة في اسبانيا وباقي أوروبا وأن تساعد في نقلهم ولا تتركهم لجشع شركات نقل الأموات. القدس ****************************************** الطائرة التي أرسلها الملك محمد السادس لنقل جثمان ريان