النحل و النحيلة, أو ما هو معروف في ثقافتنا الشعبية بالغرامة, هو موروث ثقافي لعادات و تقاليد ورثت أبا عن جد,وهي هدية رمزية سواء كانت عينية أم نقدية, يقدمها المدعوون لصاحب الوليمة وفاء له على كل المجهودات التي بدلها من اجل إنجاح المأدبة من جري و عرق ولتتداول الأصداء بعدها "وعراضة هي دار لينا" .وقد تأتي الكلمة في سياق آخر للدلالة على شخص اقتربت ساعته, ليعد بعدها حقائبه ,فيقال له "زنزنات نحلتك "غير أن مصطلح النحل لا صلة له بما هو قدحي فقد يلسع كل من هاجم مملكته للحفاظ على استمرارية الخلف و ليبقى العسل على مر الزمن ... أما الترحال فهي ظاهرة صحية عصفت بالمشهد السياسي الراهن ,وهي بعيدة كل البعد عن رحلات ابن بطوطة المعرفية وكذا كل الرحل الكادحين وراء لقمة العيش والدين بدورهم يتساءلون عن موقعهم في المشهد السياسي رغم أن كلمة الترحال عرفوها منذ القدم وهاهم يتأملون! ليتسنى لهم التمييز بين الرحل و الترحال وهل لكلمة الراحة أي صلة بالموضوع ,كسماعهم كلمة "تبدال المنازل راحة". وراحتنا تبقى هي العنوان الأبرز لفك أسرار تلك الألغاز, ففي مدينة المحمدية أو ما يسمونها مدينة الزهور فالرحيل يحضر بثقله, فالمخادع الهاتفية ترحل من أماكنها الأصلية بحال يلا عيات من أربع حيوط وباتت تتجول في الأزقة والشوارع حتى في واضحة النهار وكأنها في عطلة صيفية بل أصبح احتلال الملك العمومي روتين الساعة وموضة العصر, كراسي تتسول هنا و هناك وأكشاك تطل على نوافذ البيوت و شرفاتها,تكريسا لسياسة القرب "قرب ليا نقرب ليك" " وزيد من راسك" وليظل عزائنا الوحيد -من سيعيد البسمة لورود مدينة الزهور؟