بقلم : شيماء مطيع تزدهر العديد من المهن الموسمية في فترة الأعياد، وتنشط معها الحركة التجارية في العديد من الأسواق المغربية التي تباع فيها مستلزمات كل عيد. ويخلق قدوم عيد الاضحى، على وجه الخصوص، مهنًا مرتبطة بالأضحية ولوازمها، وتزدهر هذه المهن بعض الأيام قبل العيد ويوم العيد أيضًا لتزول بمجرد انقضائه. ومن هذه المهن بمدينة المحمدية مهنة جمع وبيع وتصدير جلود الاضاحي والمعروفة بلبطانة او الهيدورة حيث يتمركز تجمع لهيادر قرب سوق الجملة بالمصباحيات. محمدية بريس تنقلت لعين المكان واعدت روبرطاجا مصورا حول الموضوع.
واكد في هذا الشأن احد الباعة (احمد) في تصريح لمحمدية بريس : هناك بعض من الجلد الذي أقوم بجمعه لا يقبل بِه التاجر كونه لا يصلح للبيع وذلك لانه يحتوي على ثقوب دائرية ، منوها إلى أن الاشخاص أصحاب الأضحية يرحبون بنقل الجلد كونه يعتبر من مخلفات الأضحية. وأشار (احمد) إلى أنه في مثل هذه الأيام يعمل العديد من الشباب خاصة العاطلين عن العمل بالذهاب والبحث عن جلود الأضاحي كالخراف والعجول والتي يتخلص منها المُضحين برميها أمام منازلهم أو تلك الأماكن التي تختص بالذبح. وتعتبر مهنة بيع الجلود والتي تستمر لمدة أربعة أيام "فريسة" ثمينة لدى الكثيرين من الشباب العاطلين عن العمل كونها تدر عليهم دخلا جيدا ولا تحتاج تلك المهنة إلى تكاليف لقاء العمل بها ، فقط تحتاج إلى وسيلة لنقل الجلود من مكان الحصول عليها إلى مكان البيع. ويستغل الشباب الذين يمتلكون وسائل النقل، كالعربة التي يجرها حصان أو "التوك توك" على البحث عن تلك الجلود التي تكون ملقى في الشوراع والقرى وأمام محال الجزارين وجمعها ومن ثم يقومون ببيع تلك الجلود إلى التجار الذين يصدرونها إلى الضفة الغربية بهدف استخدامها في العديد من الصناعات. عزيز التاقي أحد تجار الجلود ،يقول :" يعمل العديد من الشباب العاطلين عن العمل خلال أيام عيد الأضحى على البحث عن الجلود الصالحة وبيعها لي مقابل 4 دراهم للبطانة ، أما الجلود التي هي غير صالحة لا أقوم بشرائها كونها لا تصلح للتصدير". وأشار التاقي الى أن الجلود التي أقوم بشرائها تخضع لعملية تنظيف وتعقيم بإستخدام الملح الذي يباع بالدارالبيضاء بمبلغ نصف درهم للكيلوغرام لمدة تصل إلى20 يوما ، وبعد ذلك أعمل على تصديرها إلى مدن فاسمراكش.. وبيعها للاستخدام في صناعة الأحذية والحقائب والملابس والعديد من المستلزمات الأخرى .
وأخيرا ، فإن الأوضاع الاقتصادية المتردية و الصعبة دفعت العديد من الشبان العاطلين عن العمل بمدينة المحمدية بإقتناص بيع الجلود والتي تعتبر فرصة ثمينة خلال هذه الأيام بالعمل بها حتى وإن كان العمل بشكل موسمي مؤقت.