تحتفل عمالة المحمدية وكغيرها من مدن واقاليم وجهات المملكة هذه الجمعة الموافق للسادس من نوفمبر2015 ، بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي أعلن عنها جلالة الملك الراحل الحسن الثاني في عام 1975م، وذلك بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي، والذي شكل اعترافا بشرعية مطالب المغرب لاسترجاع أراضيه في الصحراء. اعمالة المحمدية سطرت مجموعة من الانشطة بهذه المناسبة السعيدة . وفي هذا السياق قناة محمدية بريس الاخبارية تواكب هذا الحدث بالصوت والصورة في تغطية هامة تليق بهذا الحدث التاريخي . يذكر ان المسيرة الخضراء، التي انطلقت في السادس من نوفمبر عام 1975، قد جسدت مدى عمق تشبث المغاربة بكل شرائحهم بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد، حيث سار تلبية لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني 350 ألف مغربي ومغربية، صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاحتلال الإسباني. وقد كانت هذه المسيرة مناسبة أظهر المشاركون فيها للعالم قوة وصلابة موقف الشعب المغربي المتشبث بحقه في استرجاع أقاليمه الجنوبية. وتعتبر هذه الذكرى، التي بصمت تاريخ المغرب الحديث، ذات دلالات عميقة تؤرخ لصفحات مشرقة من نضال الشعب المغربي من أجل الوحدة الوطنية. تجدر الإشارة إلى أن المغرب، وفي ظل عدم قابلية الاستفتاء للتطبيق، طرح مبادرة للحكم الذاتي في 11 أبريل 2007، ، تمنح لمنطقة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في اطار السيادة الترابية والوحدة الوطنية، حيث لاقت هذه المبادرة ترحيبا واسعا من قبل دول العالم والمنظمات الدولية لجديتها ومصداقيتها من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أكد في خطابه الاخير الذي ألقاه بمناسبة الذكرى ال39 للمسيرة الخضراء أن مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن المغرب أن يقدمه من أجل إيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء. وقال الملك محمد السادس: “إن المغرب عندما فتح باب التفاوض، من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول صحرائه، فإن ذلك لم يكن قطعا، ولن يكون أبدا حول سيادته ووحدته الترابية”. وأضاف أن المغرب ليس لديه أي عقدة، لا في التفاوض المباشر، ولا عن طريق الوساطة الأممية مع أي كان، مشددا أن سيادة المملكة على كامل أراضيها ثابتة، وغير قابلة للتصرف أو المساومة. وجدد العاهل المغربي استعداد المملكة للتعاون مع كل الأطراف، للبحث عن حل يحترم سيادته، ويحفظ ماء وجه الجميع، ويساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتحقيق الاندماج المغاربي. من ناحية اخرى دخلت الأقاليم الجنوبية، منذ تنظيم المسيرة الخضراء عهدا من الإنجازات المهمة والنوعية، ومن الدينامية في شتى المجالات والتي تعنى بالاهتمامات اليومية والتطلعات المستقبلية لسكان هذه الأقاليم، حيث تحولت مدن الأقاليم الجنوبية إلى مراكز حضارية واقتصادية واعدة. وقد وجه الملك محمد السادس الى جعل الأقاليم الجنوبية نموذجا للجهوية المتقدمة المتجلية في تشكيلها قطبا فاعلا وأساسيا ضمن محيطها الوطني، والتكامل مع باقي الجهات في القضايا التنموية والاقتصادية المشتركة. ويواصل جلالة الملك محمد السادس، مسيرة البناء، في جميع المجالات، في مناخ من التعبئة الوطنية وبروح تشاركية، بعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، ويؤكد جلالته عدم التفريط في أي شبر من تراب هذه المنطقة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة، وهو ما أكد عليه جلالته في الخطاب السامي الذي ألقاه في زيارته التاريخية لمدينة العيون في مارس 2002م.